عاصرت الأزمة السورية عهدين لازمهما موقفان متناقضان الأول في عهد الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي والآخر في عهد الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي.
الأول اتخذ مسارًا ثوريًا مناهضًا لبشار الأسد والثاني دعم ميليشيات النظام السوري سياسيا وعسكريا ونرصد لكم في هذا التقرير تفاصيل مواقف الطرفين.
تترجم عدد من مقاطع الفيديو اهتمام وتأييد الرئيس محمد مرسي بالقضية السورية، وتضامنه معها فضلا عن القرارات التى اتخذها لردع نظام بشار الأسد، ودعم اللاجئين السوريين.
وقال الرئيس محمد مرسى فى مؤتمر وزراء الخارجية العرب "لن يغمض لنا جفن والدم السورى يراق، إن دماء الشعب السورى التى تراق صباح مساء فى رقابنا جميعا، وجب ان نتحرك تجاه الحل النهائى بكل قدرة وسرعة".
وحول القرارات العملية لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين ، قرر الرئيس محمد مرسى معاملة الطلاب السوريين اللاجئين فى مصر كالطلاب المصريين خلال العام الدراسى 2012 _2013، فضلا عن اتخاذ خطوات لإمداد تركيا بمعلمين مصريين كى تكون قادرة على توفير الرعاية الكاملة للاجئين السوريين على أراضيها.
كما طالب الرئيس مرسي وزارة الخارجية العرب بالتحرك بشكل سريع لوقف القتال الدائر فى سوريا، فى إطار دعم دولى قائلا "ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم فى هذا الإطار".
بينما قال الرئيس محمد مرسى خلال كلمته فى إيران حول الملف السورى "تضامننا مع الشعب السورى ضد نظام قمعى فقد شرعيته هو واجب أخلاقى بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية، وعلينا أن نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية و العدالة فى سوريا، مؤكدا أن نزيف الدم السوري فى رقابنا جميعا " الأمر الذى دفع الوفد السورى الممثل لنظام الأسد إلى الانسحاب من المؤتمر.
فضلا عن مشاركة الرئيس محمد مرسى فى مؤتمر دعم الثورة السورية الذى سبق الانقلاب بأسابيع قليلة، وأعلن فيه عن قطع العلاقات مع النظام السورى وسحب السفير المصرى من دمشق، فضلا عن تحذير حزب الله من التدخل السافر فى سوريا والمجزر التى تركب هناك.
خيانة السيسي
بينما سارع قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسى، بدعم نظام بشار الأسد بالأسلحة المصرية، والدعم الفني، وتضييق الخناق على اللاجئين السوريين فى مصر، واحتجازهم داخل أقسام الشرطة، ورفض دخولهم من المطارات المصرية وإعادة ترحيلهم مرة أخرى والضغط على السعودية ليكون القاتل بشار الأسد جزءا من أى حل فى سوريا، فضلا عن دفاع إعلامه عن بشار الأسد وتجاهل مذابحه.
مشاركة 18 طيارًا في قصف حلب
وكشف صحيفة "السفير" - المقربة من حزب الله - أن هناك "وحدة مصرية" تضم 18 طيارًا مصريًا، بدأت منذ الثاني عشر من نوفمبر الماضي العمل في مطار حماة العسكري، والمشاركة في عمليات قصف حلب لتكلل مجهودات السيسي في قتل المدنيين العزل لصالح بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء الطيارين ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص، دون أن يكون واضحًا ما إذا كانوا قد بدأوا العمل في العمليات الجوية أم لا، مشيرة إلى أن انضمامهم واختيارهم من تشكيل الحوامات المصرية يعكس قرارًا مصريًا سوريًا بتسريع دمج القوة المصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوحدة "تقدمها عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية.
وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات"، في حين نقلت عن مصادر عربية مطلعة أن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق قبل شهر.
من جانبه، أكد الكرملين أن روسيا لا تملك أي معلومات عن مشاركة عسكريين مصريين في المعارك بسوريا في صفوف القوات الموالية للحكومة.
وقالت "السفير" إن العمليات التقييمية للضباط المصريين شملت معظم الجبهات، وكان آخرُها الجبهة الجنوبية، في القنيطرة وخطوط فصل القوات مع الجولان المحتل، ودرعا.
وشارك اللواءان المصريان في اجتماع تقييمي لمنطقة عمليات الفرقة الخامسة السورية التي تنتشر حول درعا، وعقد الاجتماع المصري السوري في مقر الفرقة السورية في مدينة "أزرع"، بعد زيارة استطلاعية قاما بها لقاعدة "الثعلة" الجوية في ريف السويداء..
ومؤخرا أشعلت تصريحات عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري بدعمه الجيش السوري في مواجهة العناصر المتطرفة مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت الكثير من الردود.
تصريحات السيسي جاءت في مقابلة مع قناة rtp البرتغالية، بُثت هذا الأسبوع، حيث قال فيها إنه من الأفضل "دعم الجيش الوطني على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام في سوريا والعراق".
أضف تعليقك