أثار موقف شيخ الأزهر الأخير بشأن تفويض السيسي في العدوان على ليبيا، غضب رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بعد أن صدر بيان دعمٍ من “الأزهر” و”الإفتاء” لقرارات السيسي وتهديده بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا، وسط تجاهل تام لأزمة سد النهضة.
وقد صدر بيانا عن الأزهر يدعم “جميع الإجراءات التي تتخذها ما وصفها بـ”القيادة المصرية” للحفاظ على الأمن القومي وحماية الحدود، وفي بيان صدر مساء الأحد، كرر الرفض القاطع “لمبدأ الوصاية الذي تحاول بعض الدول فرضه على العالم العربي” دون تحديد هذه الدول.
وأضاف “الأزهر” في بيانه دعم موقف السيسي في “جميع الإجراءات التي يتخذها للحفاظ على أمن مصر القومي وحماية حدودها”، واستردك أنه يؤيد “حرص مصر الدائم على الحل السلمي للأزمة الليبية، ودعوة السيسي “الجادة” لوقف إطلاق النار في جميع الأراضي الليبية، واستئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل تحقيق استقرار ليبيا وسلامة ووحدة شعبها”.
وقال السيسي، في خطابه الأخير السبت، أمام ضباط في المنطقة الغربية العسكرية: إن سرت والجفرة الليبيتين خط أحمر لمصر، وإن الجيش على استعداد لتدريب وتسليح أبناء القبائل لمواجهة من وصفهم بالغزاة والإرهاب.
فكان أول من سارع لتأييده “مفتي” الدماء شوقي علام، فدعا المصريين إلى الوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة الوطنية التي “وكّلها الله” باعتباره “واجبا شرعيا”، معتبرًا أن من يقف على الحياد “لا يستحق شرف الانتماء لهذا الوطن”، زاعما أن “الجيش المصري رشيد لم ولن يعتدي على أحد ولكنه قادر على الردع”.
وقال “شوقي علام”: “إن من يقف على الحياد من قضايا وطنه في أوقات التحديات والأزمات، لا يستحق شرف الانتماء لهذا الوطن، فلا حياد في القضايا الوطنية وثوابت الأمن القومي المصري”.
واتهم الرافضين لموقف “القيادة” السياسية بالخيانة فقال: “نؤكد فرضية ووجوب الوقوف صفًّا واحدًا خلف القيادة الوطنية وجوبًا شرعيًّا لا مرية فيه ولا خلاف عليه، نشدد كذلك على أن من يعمل على شق الصف أو إضعاف الجبهة الوطنية فهو خائن لدينه ووطنه”.
ولعلّ ما يثير الاستغراب من مواقف المؤسسات الإسلامية بمصر خلال الفترة الأخيرة، سواء كانت وزارة الأوقاف أو دار الإفتاء، هي انحيازها بلا دراية وراء مواقف السيسي، حيث تحولت لفرع لوزارة الداخلية أو الخارجية أحيانا، وحاربت الشعب الذي يئن من المرض ونقص العلاج وسط إهمال حكومي، يكتفي فقط بإطلاق التصريحات الوردية البعيدة على الواقع، دون مجرد التعليق على صرخات مصابي كورونا، أو تقديم دعم لهم.
وسبق أن مهد شيوخ الشيطان لانقلاب السيسي والعسكر على الرئيس محمد مرسي وقتله لاحقا، حيث أفتى علي جمعة بقتل المتظاهرين الذين وصفهم بأن رائحتهم نتنة، وأفتى شيوخ السلطان أيضا بتهجير أهالي سيناء وتخريبها وفتحها للصهاينة يرتعون بها.
بل إن خطب وزارة أوقاف الانقلاب كانت تتلى على الشيوخ من قبل القيادات العسكرية لمجابهة مواقف المصريين الغاضبة من سياسات السيسي، فحرموا الشكوى من الغلاء والمرض والفقر، وغيرها من السياسات التي قتلت المصريين.
وأباح علماء السلطان للسيسي ونظامه رفع الدعم عن الغلابة والفقراء، وبيع غاز شرق المتوسط للصهاينة، وغيرها من الكوارث.
أضف تعليقك