ضمن عمليات التعذيب الممهنجة والتي تؤدي في النهاية إلى الموت جراء الصعق بالكهرباء ومنع الدواء ووصل الأمر لنهاية جديدة من نوعها جراء عمليات التعذيب في سجون الانقلاب وهو إفقاد المعتقل الذاكرة لدرجة أنه لا يعرف أهله.
تلك الجريمة كشفها كل من والد الشابين معاذ صالح وشقيقه مصعب صالح المعتقلين بسجن برج العرب والمرحلين لسجن جمصة مؤخرا عن فقدان نجله معاذ صالح الذاكرة، نتيجة التعذيب البشع والانتهاكات التى تعرض لها المعتقلون لكسر إرادتهم من قبل إدارة سجن برج العرب.
وأضاف خلال فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى، اليوم- أن نجله معاذ لم يستطع أن يتعرف على والدته وأفراد أسرته نتيجة للتعذيب الممنهج الذى تعرض له وظهرت آثاره على جسمه وجسم شقيقه المصاب أيضا.
وتابع: إن نجله خريج جامعة ويحفظ القرآن الكريم، ويبلغ من العمر 24 عاما، ومتفوق دراسيا وعند لقائه لأمه قال لها "أنتِ مين أنا مش عارفك فتدخلت شقيقته قائلة "طيب أنا قال وأنتِ مين كمان أنا مش عارفك"، وكذلك الامر لباقى أفراد الاسرة فلم يستطع أن يتعرف على والده ولا عمته التى كانت فى صحبتهم لزيارته بسجن جمصة، فضلا عن عدم تعرفه على شقيقه الذى فى صحبته بالسجن نفسه نتيجة التعذيب الذى تم ببرج العرب بيد الضابط عمرو عمر ورئيس المباحث عماد الشاذلى ومامور برج العرب.
وذكر والد الشابين أنه رأى عددا من الشباب المصابين خلال الزيارة، ومنهم شباب تظهر عليه آثار الحروق فى الوجه نتيجة استخدام مواد حارقه فى التعذيب والتنكيل بهم، مؤكدا أن نجله مصاب بضربات فى وجهه ورأسه ما تسبب فى فقدانه للذاكرة وتعرض حياته للخطر، مستنكرا أن يتم التنكيل بالشباب المعتقل ظلما وترحيلهم بشكل مهين.
وناشد والد الشابين منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدنى بالتدخل لرفع الظلم الواقع على نجله قبل أن يفقد حياته وحالة الضياع بسبب الانتهاكات التى يتعرض له هو وشقيقه مختتما حديثه برسالة لكل مسئول بأن يتقوا الله فى شباب مصر وشعبها.
وفي تصريح لـ"الشرقية اليوم" أدان نجاد البرعي الناشط الحقوقي هذة الواقعة، لافتا إلى أن مصر كسبت سمعة سيئة بالسجون الغير آدمية والانتهاكات التي تتعارض مع المواثيق والمعاهدات الدولية، وزنازينها التي تعبر عن واقع القهر والظلم وتجسيد الواقع المؤلم لمشهد زنزانة مظلمة لا ترى الشمس، وهناك العديد من منظمات حقوق الإنسان التي اهتمت بهذا الأمر وبدأت في كشف الكثير من الحقائق عن السجون.
وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية، قد أصدرت تقريرًا بعنوان: "عام من الانتهاكات تحت حكم السيسي"، وصفت فيه الشرطة بأنها تحظى بحصانة تحت حكم السيسي الذي "يحكم بقرارات يصدرها في غياب برلمان منتخب" . كما أشار التقرير إلى تعرض ٤١ ألف شخص إما لاعتقال أو اتهام أو محاكمة بناء على أسباب سياسية من قبل السلطات المصرية في الفترة بين يوليو ٢٠١٣ ومايو ٢٠١٤، ورصد أن أعمال العنف والاعتقالات التي تقوم بها الشرطة تصاعدت بشكل كبير منذ أكتوبر ٢٠١٤
أضف تعليقك