مؤخرا لمع اسم وليد فارس الأكاديمي وسياسي الأميركي من أصل لبناني، مع وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كأحد أبرز مستشاريه المرشحين لقيادة سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب خاصة فيما يخص الشرق الأوسط، والذي أشاد بفكر قائد الانقلاب العسكري المناهض للفكر الإسلامي في العالم.
يرحب بالعلاقة مع السيسي
أشاد فارس برؤسة السيسى نحو الاسلاميين، وأبدى إعجابه الشديد بعلاقة به ووصفه بأنه نموذج مثالى يحتذى به، وأكد أن ترامب سيسعى لتقوية العلاقات المصرية الأمريكية من خلال عدة شراكات على الصعيد السياسى فى التعامل مع الجماعات المسلحة.
وشارك في الحرب الأهلية اللبنانية برفقة سمير جعجع في "القوات اللبنانية"، ثم ما لبث أن هرب إلى الولايات المتحدة بعد ظهور ملامح انتهاء الحرب ودخول القوات السورية إلى لبنان، عمل مستشارا ضمن فريق دونالد ترامب، ويرجح أن يشغل دورا في إدارته له علاقة بالعرب والشرق الأوسط تحديدا.
المولد والنشأة
رأى وليد فارس النور في العاصمة اللبنانية بيروت يوم 24 ديسمبر 1957، لعائلة مسيحية مارونية.
الدراسة والتكوين
درس وليد فارس علم الاجتماع وحصل على ليسانس في القانون والعلوم السياسية من جامعة بيروت العربية، كما حصل على شهادة الماجستير في القانون الدولي من جامعة ليون بفرنسا.
ويذكر وليد فارس على موقعه الرسمي أنه حصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية من جامعة ميامي.
الوظائف والمسؤوليات
عمل وليد فارس محاميا في بيروت، كما اشتغل بالإعلام، وانضم إلى "القوات اللبنانية" وعمل منظرا لمبادئ التنظيم للمقاتلين.
وبعد هربه إلى الولايات المتحدة عام 1990، عمل محاضرا بمنظمات غير حكومية، ومستشارا لبعض وسائل الإعلام وفي مقدمتها فوكس نيوز.
التجربة السياسية
كُلف وليد فارس خلال الثمانينيات إبان الحرب الأهلية اللبنانية مع "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع، بمهمة التثقيف الأيديولوجي لمقاتلي الحزب ضمن مهام المكتب الخامس الذي كان مكلفا بالحرب النفسية.
وبحسب واشنطن بوست في أحد أعدادها لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، فإن وليد فارس استمر في أداء هذه المهمة، وسرعان ما أصبح من المقربين من جعجع الذي كان يريد تحويل القوات اللبنانية من مجرد مليشيا مقاتلة إلى جيش مسيحي، ووجد في وليد فارس ضالته، لقدرته على غرس هذه الأفكار في عقول قيادات الحزب.
ورغم أنه لم يثبت أي اشتراك مباشر لوليد فارس في عمليات القتل التي كانت تدور رحاها في لبنان خلال الحرب، فإنه بحكم مهامه كمحرض داخل القوات اللبنانية يجعل منه شخصا متورطا في الحرب التي استمرت لـ 15 عاما، وقدر عدد ضحاياها بـ١٥٠ ألف قتيل، وثلاثمئة ألف جريح ومعاق، و١٧ ألف مفقود.
ولطالما حاول وليد فارس التخفيف من حدة تورطه في الحرب اللبنانية بالقول إنه كان يشتغل ضمن إطار "مركز السياسة اللبنانية المسيحية"، وإنه "لم يكن مسؤولا عسكريا"، غير أن ذلك لم يكن ليقنع وسائل الإعلام بعدم البحث في تلك الفترة المظلمة في حياته وتسليط الضوء عليها.
ومع ظهور مؤشرات انتهاء الحرب الأهلية ودخول القوات السورية إلى لبنان، هرب وليد فارس إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1990، وقدم نفسه في بلاد العم سام باعتباره خبيرا في الإرهاب وشؤون الشرق الأوسط ومحاربة "الإسلام الراديكالي".
وازدهر وضع وليد فارس عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث شارك في لقاءات وندوات قدم خلالها نفسه باعتباره خبيرا في قضايا الإسلام والتنظيمات المقاتلة وبينها حزب الله والقاعدة والحركات الجهادية المحلية والدولية، وإستراتيجيات الإسلام السياسي في الدول الغربية.
واشتهر وليد فارس بمواقفه "غير الودية" اتجاه المسلمين كما كان حاله في لبنان، وسبق له أن نشر مقالات وكتبا تحذر من خطط المسلمين لفرض أنفسهم بشتى الأشكال في الغرب الحر، كما عمل أيضا في المجلس الاستشاري لصندوق كلاريون الذي أصدر أفلاما عدة تحذر من وجود "طابور خامس" للمسلمين في الولايات المتحدة.
وبسبب خلفيته الفكرية ومواقفه المثيرة، استقطبته وسائل الإعلام اليمينية، منها فوكس نيوز التي التحق بها عام 2007 "متخصصا في شؤون الشرق الأوسط ".
وجد وليد فارس ضالته في الحزب الجمهوري، وكان أحد الناشطين البارزين في حملة ميت رومني لدرجة وعده فيها رومني بمنصب كبير في البيت الأبيض في حال فاز على باراك أوباما في انتخابات 2012.
ورغم أن الوعد لم يتحقق بسبب فشل رومني في هزيمة أول رئيس أسود يحكم الولايات المتحدة، إلا أن وليد فارس لم ييأس وواصل "نشاطه" ضمن حزب الفيل وأذرعه الإعلامية.
ومع انطلاق الحملات الانتخابية لخوض رئاسيات 2016، عمل وليد فارس ضمن فريق ترامب باعتباره مستشارا في السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب، وذلك منذ مارس 2016، ويرجح أن يتحقق له حلمه بدخول البيت الأبيض في مهمة كبيرة لها ارتباط مباشر بقضايا الشرق الأوسط والقضايا العربية بشكل عام، بعد فوز ترامب.
ومباشرة بعد إعلان فوز ترامب بانتخابات الثامن من نوفمبر 2016، صرح فارس لـ "راديو سوا" الأميركي بأن اختيار الناخب الأميركي لترامب هو رسالة واضحة تدعو إلى ضرورة إيجاد اتجاه آخر للسياسات الأميركية الحالية.
يرى وليد فارس أن ترامب سيكرس مع شركائه في العالم العربي سياسة مناهضة "جماعة الإخوان والجماعات الجهادية".
مؤلفات ضد الإسلاميين
أصدر وليد فارس كتبا عدة ركز فيها على أن هوية لبنان هي مسيحية لبنانية وليست مسيحية عربية، وكتابه "الفكر المسيحي اللبناني الديمقراطي بوجه التعريب والتذويب" الذي أصدره عام 1982 يذهب في هذا الاتجاه.
ويقول وليد فارس إن لديه عشرة مؤلفات موضوعها النزاعات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط تحديدا، وقد أصدر عام 2005 كتابه "الجهاد المستقبلي: الإستراتيجيات الإرهابية ضد الولايات المتحدة"، وفي 2007، أصدر كتابا بعنوان "حرب الأفكار: الفكر الجهادي ضد الديمقراطية".
أضف تعليقك