لم يكتف عبدالفتاح السيسي رئيس النظام الانقلابي في مصر بالمجازر التي أقامها للمصريين ورمي عشرات الآلاف منهم داخل السجون وجعل مصر أضحوكة العالم بآدائه السياسي المتخلف وإنما تجاوز الشعب المصري إلى أن يتحالف مع أشباهه لتعم جرائمه الشعوب العربية الأخرى.
ففي ليبيا تحالف السيسي مع خليفة حفتر الذي لا يعرف أحد ماذا يريد غير تصفية الليبيين الشرفاء والحرب على الثوار الذين قاموا بالثورة وأسقطوا معمر القذافي الذي كان حفتر أحد المجرمين العاملين معه، وما كانت عودته لليبيا إلا ليمارس الفوضى والقتل ثم اتضح أن كل الدول الغربية وأجهزة المخابرات تدعمه وكذلك أنظمة تعمل على إجهاض الثورة الليبية، فحفتر ليس سوى أداة للتدمير تماما مثل السيسي، كما أن السيسي دخل في تحالف قوي مع نظام الأسد الذي يقتل شعبه، وصل إلى حد إرسال خبراء عسكريين مصريين وجنرالات من الجيش الثاني الميداني ليشاركوا في مخططات نظام الأسد العلوي الطائفي لقتل الشعب السوري، كما قام علي مملوك رئيس جهاز استخبارات الأسد وأحد كبار المجرمين هناك بزيارة إلى مصر ورتب كثيرا من الأوراق مع السيسي ولم يقف الأمر عند التحالف والدعم العسكري وإنما صوت مندوب نظام السيسي في مجلس الأمن لصالح روسيا ووقف ضد القرار الذي يدينها لقتلها الشعب السوري وحال دون إلزامها بهدنة توقف من خلالها قصف المدنيين وتدمير سوريا على رأس شعبها، الأمر الأخطر هو تحالف السيسي مع نظام العبادي الطائفي في العراق وعقد معه اتفاقا يسمح له من خلاله بتزويده بالأسلحة المصرية سواء التي تنتجها المصانع الحربية أو تلك التي تقوم مصر بشرائها من دول أخرى لحساب النظام الطائفي الذي لا يحصل على ما يريده وذلك مقابل أن يقوم النظام الطائفي في العراق بتزويد مصر باحتياجاتها النفطية، وزيادة على ذلك قام السيسي نكاية في السعودية ودول الخليج بفتح أبواب مصر للحوثيين الانقلابيين الطائفيين في اليمن الموالين لإيران والذين حاولوا قصف مكة المكرمة في الأسبوع الماضي بصاروخ تم اعتراضه قبل ستين كيلو مترا من سقوطه.
من هنا يتضح أن الرجل يعمل بمنهجية واضحة ومريبة في نفس الوقت تتجاوز ابتزاز الأنظمة الخليجية التي دعمته، هؤلاء مع السيسي يشكلون ذراعا ضاربة للشعوب وللهوية العربية، فالأنظمة في كل من العراق وسوريا واليمن كلها مدعومة من إيران وتعمل ضد الهوية العربية السنية، أما حفتر فهو صنيعة الـ سي آي إيه من قديم وكل ما حدث أنهم أخرجوه من جيبهم بعدما كان ورقة محترقة طيلة ما يقرب من عشرين عاما وأصبح يستخدم للتخريب.
هذا التحالف بين السيسي وهؤلاء الأربعة تؤكد أن هؤلاء هم أدوات تمزيق الأمة وإعادة رسم خرائطها من جديد، ومن ثم فإن بقاء هؤلاء معناه باختصار أن باقي العالم العربي في طريقه للتقسيم.
أضف تعليقك