قال تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ) "الآية2 من سورة فاطر"
يخبر تعالى عباده المؤمنين أنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأنه لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع.
فالنار كانت أرحم بإذن الله على "إبراهيم" عليه السلام من المكان الذى كان يوجد به الكفار الذين ألقوا به فيها ، لأنها قلبت بأمر خالقها فى جزء من الثانية أو أقل إلى برد وسلام على سيدنا إبراهيم ، وبالطبع فإن إبراهيم عليه السلام كان قبلها فى يد الظالمين الذين قرروا ان يحرقوه من أجل الأصنام التى كانوا يعبدونها من دون الله.
و كذلك أصحاب الكهف كان الكهف الذى احتضنهم قد نشر الله به رحمته التى خلت من مدينتهم الظالم ملكها التى هربوا بدينهم منها ، بحثا عن مكان لم يلوث بمعتقدات الكفار ولم تُلوث الفطرة فيه.
و أيضاً كان السجن راحةً و طمأنينةً ليوسف عليه السلام من سلطة وجبروت امرأة العزيز و زوجها ، تلك المرأة التى خيرت سيدنا يوسف علسه السلام ، بكل بجاحة وبكل سماجة ، ما بين ارتكاب الفاحشة أو دخول السجن ، فآثر السجن على أن يرتكب الفاحشة ، ومكنه الله سبحانه وتعالى فى هذا المكان من ممارسة الدعوة إلى الله ، وفى سجنه هُرعوا إليه يستغيثون به لإنقاذ البلاد من المجاعة.
كما كان إلقاء يوسف عليه السلام في البئر كأنهم وضعوه على أول درجة من درجااااااات سُلم المجد الدنيوى و الأخروى ، رغم ظنهم وهم يضعوه فى البئر بأنهم أجهزوا على مستقبله .
وكذا فقد كان اليَم جندياً من جنود الله فحمل موسى عليه السلام و آواه من بطش فرعون ليصل إلى القصر لتبدأ مهمة موسى "عليه السلام " فى القضاء على فرعون و الإجهاز على عرشه.
وكان الغار الذى لجأ إليه الرسول"صلى الله عليه وسلم" و صاحبه فى طريق الهجرة أرحب لهمامن أى مكان فى العالم ، و كان لطف الله بهما عظيما ، لينجو الرسول"ص" وصاحبه فتكتمل حلقات الدعوة لتصل إلى المدينة المنورة ثم تصل إلى العالمية ، و الحمد لله رب العالمين.
وحولنا الكثير من الفتوحات والكرامات على أصحاب الدعوات الذين ضحوا بحياتهم من أجل إسلامهم نراها ولا يراها غيرنا ، ولكن البعض يعتريه اليأس والقنوط لأن أعداء الدعوة فازوا بجولة من جولات الحرب ضد الدين ودعاته.
أضف تعليقك