• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تباينت الآراء حول دعوة البعض لثورة "الغلابة " يوم 11|11 القادم ، فبمجرد الإعلان عنها اعتبرتها جماعة الإخوان المسلمين دعوة مخابراتية خبيثة ، فى المقابل اعتبرها الإعلام الانقلابى أنها دعوة إخوانية لتدمير البلاد ، وتوعد من ينزل فى هذا اليوم للشوارع أو الميادين بقصد التظاهر والاحتجاج ضد السيسى ونظامه بأنه سيواجه الرد القاسى المعتاد وهو القتل.

لم تكتفِ جماعة الإخوان المسلمين باعتبار تلك الدعوة للتظاهر دعوة مخابرنية ، بل خونت كل من يشارك فيها ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى شككت كوادر الإخوان المسلمين فى هذه الدعوة ، وفى كل من يؤيدها.

ومع كل ما سبق فقد أعلنت السلطات الانقلابية أن الدعوة إخوانية ، ولا يستطيع توجيهها سوى الإخوان المسلمين ، وأوعزت السلطات لقوات الأمن بالقبض على المزيد من شباب جماعة الإخوان المسلمين ومن الطلبة فى الإعدادى والثانوى ، ومن الجامعات ، وكذلك لا مانع أن يكون ضمن المقبوض عليهم المتعاطفون والمتضامنون مع الإخوان ، أو من أقارب وجيران الإخوان المسلمين.

هدف الانقلاب تضخيم هذه الدعوة وإيهام الجماهير بأنها دعوة قوية ومؤثرة ، والنظام يعلم علم اليقين أن الإخوان لم يشاركوا أحدا فى الدعوة لهذه الاحتجاجات ، حتى إذا شارك البعض من الناس فينقض عليهم الأمن ويُجهز عليها ، وبالطبع من الممكن افتعال عدة تفجيرات فى طول البلاد وعرضها وليُقتل من يُقتل من المواطنين أو من أفراد الشرطة ، فالمهم أن يستفيد منها النظام لزيادة التنكيل بكوادر جماعة الإخوان وقيادتها ، فضلا عن تشريع عدة قوانين استثنائية جديدة تضيق على جماعة الإخوان والثوار فتعرقل ثورتهم وتعطلها.

الانقلاب لا يريد سوى أن يضع أمام الرأى العام الداخلى والرأى العام الخارجى أن العدو الأول له وللشعب هو الإخوان المسلمون ، ومن ثم يجب على جميع فئات الشعب أن تتحد معا ضد هذا العدو للإجهاز عليه تماما ، ولكن ليس كل ما يتمناه الفتى يدركه.

الانقلاب يحارب نفسه وبنفسه على نفسه ، الانقلاب يتآكل ، يأكل بعضه بعضا ، بالفساد الذى يتغلغل فى جميع جنباته ، والإهمال والرشاوى والتربح والواسطة والسرقات والاختلاسات وغيرها من الأمراض المدمرة لأى نظام مهما كانت قوته.

الانقلاب يعلم علم اليقين أن الإخوان لم ولن يقدر على الإجهاز عليهم ، ولكن تنحصر قدرته فى تعطيل ثورتهم ، من خلال التشكيك فى قوتهم وقدراتهم ونوياهم ، من خلال الحملات الإعلامية التى يشنها عليهم .

الإخوان المسلمون بالرغم من المشاكل الداخلية التى تمر بهم ، وبالرغم من الضغوط الدولية التى تمارس عليهم ، إلا أنهم مازالوا فى نظر الجماهير المخلصة هم أمل الأمة ، ولن يستطيع المصريون استرداد ثورتهم دون الإخوان المسلمين ، ولن يستطيع الإخوان المسلمون أيضا استرداد الثورة بمفردهم ، بل لابد من مشاركة كل القوى الثورية فى توقيت واحد وبتنسيق وبتخطيط متفق عليهما من الجميع.

أضف تعليقك