أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، صباح اليوم الاثنين عن بدء العملية العسكرية لإستعادة السيطرة على مدينة الموصل من مسلحي تنظيم الدولة.
وقال العبادي في كلمة متلفزة بثتها قناة العراقية شبه الرسمية وسط قادة عسكريين "لقد أزفت الساعة لطرد الظلاميين"، داعياً أهل الموصل للتعاون مع القوات المسلحة ، إلا أن أحد كبار القادة العسكريين الأمريكيين حذر من ان العملية قد تستغرق اسابيع "وربما اكثر".
وحذر الجنرال ستيفن تاونسند، قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة من ان تحقيق النصر على التنظيم في معقله الرئيس في العراق قد يستغرق وقتا طويلا.
كما أعلن قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ، عبد الغني الأسدي، اليوم الاثنين عن تدمير الخطوط الدفاعية لتنظيم الدولة في الموصل، مشيرا إلى أن القوات المشتركة بدأت بالتحرك حسب مهامها والدور المحدد لها.
وأفادت الأنباء بأن القوات العراقية المشتركة وصلت الى مشارف قضاء الحمدانية 2 شرقي الموصل بعد انهيار خطوط الصد الأمامية لتنظيم الدولة في بعشيقة شمال شرق الموصل بضربات عنيفة للتحالف الدولي وقوات البيشمركة ، كما نجحت القوات المشتركة في السيطرة على 9 قرى في محاور الخازر.
وأوضح أن قوات البيشمركة تقدمت من ثلاث محاور بدعم من طيران التحالف الذي يشارك بثمانية وثمانين مقاتلة في الوقت الذي يستمر فيه القصف على مواقع داعش في الموصل.
ذكرت مصادر محلية أن القوات العراقية فتحت السواتر وتوغلت في طريق يربط الموصل بالعاصمة بغداد جنوب الموصل. كما تم فتح السواتر في القيارة عند نهر دجلة.
كانت القوات العراقية قد أكملت إستعداداتها منذ ثلاثة أيام لتخوض معركة كبرى من أربعة محاور بإتجاه مدينة الموصل التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014.
وكان البغدادي قد أعلن قيام "دولة الخلافة" في الموصل في عام 2014.
ونقلت وكالة اسوشييتيد برس للانباء عن شهود في المنطقة قولهم إن دوي القصف المدفعي يسمع في السهول المحيطة بالموصل.
وتشارك في العملية العسكرية قوات النخبة من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي وقوات الشرطة الإتحادية وقوات البشمركة الكردية بإسناد جوي من قوات التحالف الدولي ، كما يشارك في العمليات متطوعو الحشد العشائري والحشد الشعبي، ولكن العبادي أكد ان قوات الجيش والشرطة فقط هي التي ستدخل الموصل.
وكانت قيادة "الحشد الشعبي" المكون بشكل رئيس من متطوعين شيعة وميليشيات تدعمها إيران أوضحت بأن الحشد سيشارك في عمليات تحرير الموصل.
يذكر أن الحشد الشعبي واجه اتهامات بارتكاب انتهاكات في المناطق التي شارك في تحريرها في السابق من سيطرة تنظيم الدولة .
وكان رئيس الوزراء العراقي قد شكل أمس فرقا متخصصة لإجلاء وإيواء النازحين وفريق متخصص للتدقيق الأمني ، ومن المتوقع أن تشهد المدينة أكبر عملية نزوح للمدنيين في ظل عدم توفر الموارد الكافية لتأمين موجات النزوح.
ويبلغ عدد سكان مدينة الموصل مايقرب مليون و200 الف شخص.
وحذرت الامم المتحدة من ان العواقب الانسانية لعملية استرداد الموصل قد تكون "هائلة".
وكانت القوات العراقية بدأت بالتحشد في محافظة نينوى استعدادا لمعركة الموصل في يوليو الماضي، وتمكنت القوات العراقية الخاصة من الاستيلاء على قاعدة القيارة الجوية الواقعة الى الجنوب من المدينة.
وقبل اعلان رئيس الوزراء العبادي عن بدء عملية تحرير الموصل، قال العميد حيدر فاضل من الجيش العراقي لوكالة اسوشييتيد برس إن اكثر من 25 الف عسكري بمن فيهم مسلحي العشائر السنية وميليشيات شيعية سيشاركون في العملية التي ستنطلق على 5 محاور حول المدينة.
وأضاف القائد العسكري العراقي ان التحالف الدولي سيوفر إسنادًا مدفعيًا للقوات المهاجمة إضافة إلى الدعم الجوي.
يأتي ذلك فيما عبر نائب الأمين العام للامم المتحدة للإغاثة والشؤون الإنسانية عن قلقه العميق إزاء بدء العملية العسكرية لاسترداد الموصل.
وأضاف أن "الأسر المدنية معرضة لمخاطر جمة من الإصابة بنيران الأطراف المتحاربة او استهدافها من جانب القناصين".
أضف تعليقك