ويحلو لبعض الجهلاء أن يظهروا إعجابهم بقدرة الخائن على خداع رئيسه والكذب عليه ويعدون مجرد اختيار مرسى له دليلا على صلاحه أو سذاجة الرئيس مرسى ...
وقد حدث مثل ذلك مع النبى قدوتنا صلى الله عليه وسلم حيث حضر إليه وفدا من قبيلة عضل والقارة فأظهروا الإسلام والصلاح وطلبوا من النبى بعضا من الصحابة يعلمون قبائلهم الإسلام، فأرسل معهم صلي الله عليه وسلم أربعين وقيل سبعين من خيار الصحابة وفى الطريق غدروا بهم بالتعاون مع كفار قريش وقتلوهم جميعا، فلم يكن ذلك دليلا على مهارتهم وإنما على الخسة والنذالة، ولم يكن دليلا على سذاجة النبى فالنبى بشر ونحن بشر وليس مطلوبا منه أن يعلم الغيب أو يكشف عن صدر الغادر الخائن.
وقد اختار النبى صحابيا يسمى نهار الرجال ليعظ المرتدين مع مسيلمة ويردهم إلى الإسلام فانقلب هذا الرجل مع مسيلمة وأقر له بالنبوة مما جمع أعدادا كبيرة جدا حول مسيلمة، فلم يكن ذلك دليلا على سذاجة النبى ولا على صدق مسيلمة ومن انقلب معه وإنما يظل مسيلمة ومن انقلبوا معه وماتوا على ذلك خونة ملعونين.
ولكن النبى صلى الله عليه وسلم عد الغدر والكذب والخيانة به أو بأحد من المسلمين من علامات النفاق.
ولا يعجب بالكذاب إلا كذاب مثله
ولا يعجب بالبلطجى إلا بلطجى مثله
ولا يعجب بالخائن الغادر إلا خائن غادر مثله
ولا يعجب بالمنافق إلا منافق مثله
ولا يعجب بمن يحاربون الدين إلا من يحبون أن تشيع الفاحشة فى المجتمع المسلم.
أضف تعليقك