عرفناه ربانياً موصولاً بالله من خلال حديثه في أي مناسبة سياسية أو إجتماعية، عرفناه وهو يدور بالحديث فيها ويدور بالأفكار والخواطر كفنان مؤمن يرسم لوحه جميلة حول الصلة بالله والفلسفة الاسلامية الجميلة بعمق ممتع وشيق في الفكرة فتستمع وتستمتع وأنت تنتقل من الفكرة إلى الأخري .تستمتع وانت ترى وتسمع عبقرية في كيفية ربط الاحداث التاريخية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية ربطاً لايقبل التجزئة برسالة الإسلام الحنيف وتعاليمه في فلسفة رائعة تعلمك الحكمة من خلق الإنسان ورسالته في هذا الكون والغايه من خلقه من عند نبي الله آدم عليه السلام وحتى تقوم الساعه .، كنت تسمعه في المؤتمرات السياسيه في حديث الذي كان يطول بالساعة المتواصلة لغة عربية رصينة وسرد تاريخي للقضية الفلسطينية والصراع الصهيوني وبداياته مروراً بخيانات الحكام العرب التي إرتمت في أحضان العدو تحت مظلة عصبة الأمم والقوانين والقرارات والمعاهدات الدوليه ،الأمم المتحدة التي إزدهرت فيها نظرية إزدواجية المعايير فلاتجد لقواعده ها تطبيقاً إلا على الدول الضعيفة المتخلفة دول العالم الثالث أما إذا أصاب القرار مصالح دولة أخري من دول الغرب أو امريكا أو روسيا أو الصين أو إسرائيل أو من تحالف معهم وقف الفيتو حجر عثرة أمام التطبيق ، ثم تستمع له وهو ينتقل بك كالنحلة على الأزهار لتروي الظمأ برحيق الثقافة الآمن من هجمات الغزو الفكري الصهيوني ينتقل بالفكرة فيعرج على تضحيات المجاهدين مع إلقاء النظرة على الأهداف المستقبليه للعدو الصهيوني وما يجب علينا عمله نحو التصدي لهذا العدو ،0فتجد الكلام العملي الذي يضعك على المحك مسئولاً أمام ضميرك وأمام نفسك وأمام ربك
فتجد نفسك أمام مقام القول ومقام العمل .
كنت تسمعه في المخيمات والمؤتمرات الخاصه بالمهن الحره يتحدث في محاضره قد تصل إلى ساعتين أو أكثر يفهم منها المهني فلسفة الخلق والكون ورسالته في هذه الحياة ويعلمه كيف يرتقي بمهنته وكيف يساهم بمهنته في مجال خدمة هذا الدين .تخرج من أمامه وكانك احتسيت عير الكتب والأفكار المستقيمة المتنوعه بتنوع مصادرها من الفطره السليمة سواء من المفكرين أو الفلاسفة أو الأدباء أو الفقهاء . كل هذه العبقرية في التنظير من الممكن أن تكون من نصيب أي فرد يجتهد ويقرا ويتعلم فهذا هو التنظير الذي قد يكون البارعين فيه كثير ، ولكن ما أعنيه هنا في هذا المقام هو أن هذا الرجل ترجم الصلة بالله في الحديث والخطب إلى شخصيةٍ عمليةٍ وقويةٍ مؤمنةٍ تعمل بما تقول فأصبح الجانب العملي قرينٌ لايفترق عن التنظير .،
و كان ذلك واضحاً جلياً في إنسان ترك الدنيا بنعيمها ترك أمريكا وعمله هناك وما كان يدر عليه من دخل ومن مكانةٍ في وكالة ناسا الفضائيه وتفرغ للعمل في مصر بهمومها السياسية وفي دعوة الاخوان بمجرد أن تعرف على مبادئها وأهدافها الشاملة في نصرة الاسلام وقضايا المسلمين ،أظن أنه لايفعل هذا الصنيع إلا رجلاً صاحب قضية موصولاً بالله مؤمناً بما يقول وهذه قمة التضحيه .أنها لاتاتي إلا من إنسان لديه الإنتماء الصادق والتجرد التام بمعانيه اللغوية والاصطلاحية والشرعية تجرد في السلوك والفكرة.
عرفناه و لايشغله إلا هموم المهمومين وحاجة المحتاجين وكان لايعرف المزاح ولا الراحة فكلما قابلته أو قابله أحد المحامين كان سؤاله الأول عن أحوال المعتقلين وطلباتهم وإحتياجاتهم.
وجاءت مواقفه العملية واضحة جلية واضحاً في حجم الإستجوابات التي تمت في مواجهة النظام الظالم الفاسد نظام حسني مبارك وكان من أشهرها إستجواب اللص الكبير محمد إبراهيم سليمان في وقت لم يكن يجرؤ الكثير على التحدث في مثل هذه الأمور ،والبرلمانيين يعلمون أن إعداد الإستجوابات وإلقائها في البرلمان يحتاج لجهد خارق ووقت كبير لاسيما وانه كان استاذ دكتور في كلية الهندسه ،و كان يواجه عصابة من المجرمين سواء كان كمال الشاذلي أو صفوت الشريف أو فتحي سرور أو زكريا عزمي ولجنة السياسات في الحزب الوطني في مجدها وزهوتها تلك المجموعه التي أسست لانهيار مصر وإرتمائها في أحضان العدو الصهيوني بالفساد الذي وصل للركب كما قال عنه أحد رموز الفساد منهم وهو زكريا عزمي ، ولما كان جهدالدكتور مرسي في ذلك الحين لاينكره أحد فقد حصل على جائزة أحسن برلماني في هذه الدوره وفق المعايير الدولية التي لم يملك حيالها فتحي سرور من أمره شيئا آنذاك فكان داعياً حريصاً ألا تؤتى الدعوه من قبله .،
كان يتصرف دائماً تصرف الرجل المسئول الذي يستشعر عظم المسئولية ففي عام 2006 رأيته بنفسي وسط المتظاهرين أمام محكمة شمال القاهره لمواجهة قانون السلطه القضائيه الفاسد الذي أتي بالزند وعصابته إلي هذا المكان وبدأت الشرطه في القمع بالعصي الكهربائية والقنابل الحارقة بعد أن عاد النظام إلى وقتها إلى طبيعته القمعية بعد أن حاول التمثيل بالخروج عنها فتره ولكن لما وصل الاخوان إلى البرلمان بالعدد الكبير فى 2005 عاد إلى قذارته بدأها في هذا العام عام 2006 مع المعتصمين السودانيين في المهندسين ثم مع الإخوان في وقفتهم هذه ويوةمها لم يتحرك الدكتور محمد مرسي ولم يترك المكان رغم الحاح الكثير عليه في الإنصراف سيما وأن المتظاهرين تفرقوا في وقتها ولكنه رفض الإنصراف حتى يطمئن على الناس وقال لن أترك المكان قبل أن ينصرف آخر واحد منه وظل في المكان إلى أن تم القبض عليه وظل ثمانية أشهر في المعتقل بعد هذا اليوم .
وجاءت مواقفه العملية واضحة جلية بأنه صاحب قضية يستشعر عظم المسئوليه وأنه رباني موصول بالله فحين فتحت السجون بمعرفة عصابات الداخليه بالتنسيق مع السلطات السيادية في مصر وقد أقر بذلك الكثير من الشرفاء منهم والفيديوهات كثيرة لمن أراد ان يستوثق من المنصفين ، و بدلاً من أن يخرج مسرعاً هارباً من السجن إذ به يبحث عن مسئول يكلمه قبل أن يغادر السجن ويستوضح منه حقيقة الخروج ولما رأى الفوضى والهرج والمرج ماكان منه إلا أن إتصل بوسائل الإعلام قبل أن يغادر المكان من أمام السجن وقدم للاعلام بيان يعد بمثابة بلاغ قال فيه أبواب السجن فتحت ونحن الآن في الشارع والفوضي تعم المكان وعايزين مسئول نسأله ونكلمه بالله عليكم من يكون بهذه الشخصية القوية إلا إنسان صاحب قضية موصول بالله يستشعر عظم المسئولية متجرد لايفكر في نفسه لديه إراده قوية وعزيمة صادقة هذا ما عرفناه عن الرجل بحكم الإختلاط به .، وشاء الله أن يعرفه العالم ويعرف إخلاصه يعرفه وقد إكتملت الصورة بإكتمال سمات صاحب الدعوه في هذه الشخصية حين يتكلم في خطاباته أمام محاكم الإنقلابيين في مواجهة الفسده وهم يحتجزونه ويحملون سلاحهم في وجهه وهو بمفرده دون تردد ودون تلعثم يتكلم وبكل قوه في مواجهة المجرمين رغم ماصنعوه من حواجز لما خافوا من قوة حجته ويتكلم بكل حب وهو يوجه كلامه إلى المؤمنين بالحق من هذا الشعب أصحاب المروؤه أصحاب الدين أو الشركاء في الإنسانيه خائفاً على شعبه على البنات و على الصغار وعلى الضعفاء وعلى الفقراء ولم يقبل حتى الآن وقد جاءته الفرص ومازالت إلا أنه قال وعمل ووعد ووفى فلم يقبل أن يعطي الدنية في دينه لم يقبل بالمساومات ودفع الثمن من حريته من راحته . ثبتك الله قلت وفعلت نسال الله لك الثبات والقبول والنصر
أضف تعليقك