• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

يقف السواد الأعظم من الشعب ينتظر معجزة السماء أو خارقة علي يد صالح أو ولي أو حتي فاجر دجال ؛ حتي تنقذ الوطن مما فيه ؛ لقد انتهي عصر الخوارق والمعجزات  .

لقد تعلمنا من  إسلامنا الحنيف أنه لا بناء بدون جهد ؛ ولا نصر بدون تضحية ؛ ولا تمكين بدون استنفار لطاقة الشعب - كلٌ حسب طاقته - .

أري أن السبب الرئيسي لما آلت إليه أوطاننا بسبب تقاعس شعوبنا وإنتظار هم للمعجزة  التي تنقذهم مما هم فيه ؛ أو انتداب من يقاتل عنهم ؛ كما فعل بنوا اسرائيل مع نبيهم موسي - عليه السلام - فقالوا له     ( إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) .

وهذا لن يحدث ؛ لن تأتي معجزة ولن نجد من ينتزع لنا حريتنا ويعيد كرامتنا ويحقق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ؛ لأنه كا قالوا - ما حك جلدك دون ظفرك - .

نعم اعلم أن شعبنا شعبٌ صبور حمول ؛ نعم هذه صفات جميلة ؛ لكن السؤال إلي متي هذا الصبر وهذا الاحتمال ؟! كما قال الشاعر -  إنما للصبر حدود - ؛ وأعتقد أن الصبر قد نفذ ؛ لأن سفينة الوطن تسير بنا بسرعة وسط أمواج متلاطمة من الفساد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والإنهيار الأخلاقي ؛ وهذا يكفي لإغراق أي وطن مهما كانت حضارته وعراقته وتاريخه .

أعتقد ويعتقد الكثير من أحرار شعبي  العظيم ؛  أنه لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي أو متفرجين حتي تغرق سفينة الوطن ؛ لأننا جميعا نحبه ونحب ترابه الذي ضحي آبائنا وأجدادنا من أجله ؛ ولأن إسلامنا الحنيف جعل حب الأوطان من الإيمان .

هل من المنطق أن نقف منتظرين معجزة أو خارقة من الخوارق ؛ فلقد أنتهي عصر الخوارق والمعجزات !!!

سؤال آخر يطرح نفسه إلي متي ننتظر ؟!

* ننتظر حتي ننتحر - إما شنقا أو غرقا أو دهسا - لاننا لم  نستطع توفير لقمة العيش لابناءنا .

* ننتظر حتي نذل أنفسنا وأولانا للحصول علي لقمة عيش ذليلة - إن وجدناها - .

* ننتظر حتي ينظر الينا اولادنا نظرة ضعف بدلا من نظرة قوة وعزة .

* ننتظر حتي يذكرنا أجيالنا من بعدنا  أن آبائهم و أجدادهم كانوا جبناء .

* ننتظر حتي يذكرنا التاريخ أننا لم نساهم في انتزاع استحقاق ابنائنا من عيش وحرية وكرامة  وعدالة اجتماعية .

* ننتظر حتي  تُفرض الوصاية علي وطننا من الدائنين ونعيش عبيدا للغرب الكافر أو الشرق الملحد .

* ننتظر حتي يموت في قلوبنا وقلوب الأجيال القادمة  حب الوطن ؛ فيخسر الوطن حاضره ومستقبله بل وماضيه .

* ننتظر حتي ينفجر المارد الصبور من بسطاء الشعب فيحرق الوطن ؛ فيدمر الاخضر واليابس .

* ننتظر حتي لا نجد أجابة عندما يسألنا ربنا لماذا لم تنتفضوا وتهبوا في وجه الفاسدين المغسدين لتنتزعوا منهم كرامة وحرية أوطانكم .

انهض وانتفض حتي نرجع بسفينة الوطن الي حضن شعبها الدافئ وحينئذ  يسترد الشعب وطنه ليحميه من الفساد ويبني وطن الامجاد .

أضف تعليقك