بعد مرور 8 سنوات على آخر انتخابات محلية شهدتها البلاد، وذلك منذ أبريل 2008 يستعد رجال عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري لإجراء انتخابات محلية بناء على توصية منه، بالانتهاء من إجراء تلك الانتخابات قبل أواخر العام الحالي.
ويستعد ائتلاف دعم مصر، ممثل الأغلبية البرلمانية، لانتخابات المجالس المحلية 2016 من الآن، وتأتى استعداداته بخطوات سريعة، إذ انتهى الائتلاف من إعداد استمارته للراغبين فى الترشح لها، لمناقشتها فى اجتماع المكتب السياسى للائتلاف خلال الأسبوع المقبل، للموافقة عليها وطباعة 500 ألف نسخة بشكل مبدئى، لتوزيعها على المحافظات المختلفة، مطالبًا بضرورة الإسراع فى إصدار قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، التى نص عليها الدستور، تمهيدًا لإجراء انتخابات المحليات فى أسرع وقت.
وأطلق الائتلاف إشارة البدء في الاستعدادات للانتخابات المحلية، في اجتماع المكتب السياسي الإثنين الماضي، معلنا تشكيله تحالفا انتخابيا من الأحزاب المنضوية تحت لوائه حاليا لخوض سباق المحليات.
يتكون الائتلاف من مجموعة من الأحزاب على رأسها مستقبل وطن، الذي حصد 54 مقعدا تحت قبة البرلمان، سيخوض الانتخابات المحلية تحت لواء تحالف ائتلاف دعم مصر، باعتباره أكبر الأحزاب بداخله .
وقال أكمل نجاتي، عضو الائتلاف أنهم حصدوا الأغلبية في الانتخابات البرلمانية فمن المنطقي أن يحصد أكثرية المقاعد في المحليات، مؤكدا أنه سيكون أكبر تحالف سياسي في معركة الانتخابات المحلية.
وتابع:"باعتبار أننا نملك الأغلبية داخل النواب فكل نائب سيحشد أتباعه ومؤيديه وبالتالي سنحصد الأغلبية ليس بالكوسة ولا لي الذراع ولكن بالكفاءة، ومع ذلك سنرفع شعار المشاركة لا المغالبة"، مشيرا إلى أن الائتلاف وضع عدة معايير لاختيار كوادره التي سيدفع بها في الانتخابات.
وأشار إلى أن الحزب يُعد 20 ألف من أعضائه للدفع بهم للانتخابات المحلية، من مختلف الطوائف من شباب ومرأة وقيادات عمالية لها تاريخ ونضال داخل النقابات العمالية ستكون مفاجأة، ومجموعة من جيل الوسط تتراوح أعمارهم بين 35 إلى 45 عام، ممن لديهم الخبرة التنظيمية والمحلية للمساعدة في ابتكار آليات للتقييم الإداري والرقابة ومكافحة الفساد.
من بين الأحزاب أيضا المكونة للائتلاف حزب حماة وطن، الذي أعلن متحدثه الرسمي اللواء محمد الغباشي، أنه سيخوض الانتخابات المحلية من خلال تحالف "دعم مصر" للمحليات.
ورجح الغباشي، أن يتكرر سيناريو انتخابات مجلس النواب ويحصد "تحالف دعم مصر" أغلبية مقاعد المحليات كما حصدها تحت قبة البرلمان، باعتباره الأكثر قوة وتمثيلا والأكبر من حيث عدد الأحزاب المشاركة به.
ولفت إلى أن عدد مقاعد المحليات يتجاوز الـ 54 ألف، لذلك يبذل التحالف أقصى جهده من حيث اختيار الكوادر الصالحة لتمثيل الأحزاب في المحافظات وإخضاعهم لدورات تدريبية تؤهل المرشحين للعمل المحلي، لافتا إلى أن الائتلاف سيمسح لمن يرغب من الأحزاب الأخرى بالانضمام إليهم .
وتوقع الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ"الشرقية أون لاين" تكرار سيناريو إدارة الانتخابات البرلمانية بصورة مماثلة في الانتخابات المحلية، مشيرا إلى أن ائتلاف دعم مصر يتحرك في اتجاه السعي للسيطرة على المحليات مثلما حدث في المحليات.
ورأى أستاذ العلوم السياسية، أن التحالف الذي سيشكله "دعم مصر" هو الائتلاف الوحيد القادر على طرح آلاف الأسماء لما له من ميراث من الحزب الوطني المنحل.
وأما عن التحالفات والأحزاب الأخرى، قال أستاذ العلوم السياسية، إن فرصتهم ستكون أقل في عدد المقاعد من تحالف "دعم مصر"، مشيرا إلى أن حزب المصريين الأحرار رغم حصوله على عدد المقاعد الأكبر في البرلمان والتظاهر بقوته واستعداده التام للانتخابات ولكن تواجده لن يكون بالصورة الكاملة.
وقالت ورقة بحثية أصدرتها وحدة برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمي إن القوى الرئيسية التي من المحتمل أن تخوض انتخابات المجالس المحلية تتمثل في ائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية البرلمانية، والذي يعد الأكثر تنظيمًا في ظل وجود تشكيل ثابت للائتلاف تجعله أقرب لفكرة الحزب السياسي الذي يضع برنامجًا انتخابيًّا قادرًا على تمويله وحشد المؤيدين له.
وأضافت الدراسة التى جاءت بعنوان "تأثيرات تركيبة مجلس النواب على الانتخابات المحلية القادمة في مصر" أن الائتلاف قادر على التغلغل المجتمعي للفوز بترشيح العناصر ذات الشعبية والجماهيرية في دوائرها، وهو ما تجلى بوضوح في حصده أكبر عددٍ من المقاعد المخصصة للفردي، وفوز قوائمه الأربع على مستوى القطاعات الأربعة التي خُصصت للانتخاب بنظام القائمة في انتخابات برلمان 2015.
وبحسب الدراسة فإن أحزاب البرلمان "المصريون الأحرار، ومستقبل وطن، والوفد، وحماة وطن، والشعب الجمهوري، والتي تميزت بالاعتماد على دعم رجال الأعمال بشكل رئيسي، من المرجح أن تحصل في الانتخابات المحلية على نسبة تقترب مما حصلت عليه داخل مجلس النواب في ظل ضعف التمويل الذي يواجه باقي الأحزاب.
وأشارت الدراسة إلى تراجع فرصة أحزاب تيار اليسار، "ائتلاف 25-30، وحزب التجمع" ومن المرجح أن يُخفق هذا التيار في حصد مقاعد معتبرة داخل المجالس المحلية كما حدث في برلمان 2016، لا سيما وأنه يتميز بأنه نخبوي، ولا يتمتع بالتغلغل داخل بنية المجتمع المصري.
وقالت الدراسة إن المستقلون، يمثلون أحد الفواعل+ المؤثرة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بسب تراجع دور الأحزاب السياسية في الحشد والتعبئة والتثقيف السياسي، وغياب البرامج الانتخابية، بما أسهم في ضعف الإقبال على الانضمام إليها.
وأوضحت الدراسة أن هناك أربعة تحديات من المحتمل أن تُواجه الانتخابات المحلية أولها سطوة المال السياسي، وتحدي العصبيات والقبليات، و ضعف المشاركة.
وتعد الانتخابات المحلية المقبلة والتى ستُجرَى أواخر العام الجاري والتى تُعدأكبر تمثيل نيابي في تاريخ الانتخابات؛ حيث يُقدر عددها بـ1507 مجلس محلي على مستوى المدن والأحياء والمراكز والقرى بعدد أعضاء يبلغ 47 ألفًا و382 عضوًا.
أضف تعليقك