منذ ثانية واحدة
على مدار عقود من الزمن، وقفت التماثيل والنصب التذكارية فى ميادين وشوارع محافظة الشرقية تحكى قصة نضال شعب وتضحيته من أجل حريته، أو تخلد ذكرى شخص واراه الثرى بعدما أمتع الناس بموهبته، أو نفعهم بعلمه، حتى امتدت إليها أصابع العبث تحت حكم الانقلاب العسكرى الذى افسد كل شىء، والمشكلة أن العبث لم يصبها من طرف المواطنين بقدر ما أتى من جانب مسئولى المحافظة الذين يفترض أن يقوموا على أمر حمايتها وصيانتها بما يحفظ لها قيمتها.
كما غاب عن محافظة الانقلاب التابعة الفعالة ومنع عبث المخربين الذين كان لهم دور مماثل، إذ راح أصحاب مراكز الدروس الخصوصية والمحال التجارية يشوهون المظهر الجمالى لهذه القطع الفنية بلصق البوسترات الخاصة بإعلاناتهم عليها، حتى أصبحت تثير شفقة المارة المقدرين لقيمتها، بدلا من إنعاش ذاكرتهم بماض مجيد.
عرابى ضحية العبث
خلال الأيام الماضية، سرت موجة من الغضب الشعبى ضد المسئولين التنفيذيين فى الشارع الشرقاوى بسبب العبث الذى طال تمثال الزعيم أحمد عرابى، إذ قامت سلطات الانقلاب بالشرقية بطلاء وجهه وجميع أجزائه باللون «الأخضر»، وأسفله علم مصر بألوانه الأحمر والأبيض والأسود، مضافا إليها اللون «الأخضر» أيضا، الأمر الذى حول التمثال من تحفة فنية لنشاذ مقزز.
شعر أهالى قرية «هرية رزنة» التابعة لمركز ومدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية بغصة، ما دفعهم لتدشين حملة لجمع توقيعات فيما بينهم تحمل شكواهم لمحاسبة المتسببين فيها حتى يتم ازالة التشويه الذى لحق بالتمثال، وإعادة طلائه بألوان تليق به، وفتح تحقيق مع المتسببين فى حدوث المشكلة.
تمثال محمد على باشا الكبير
يعد تمثال محمد على باشا الكبير تحفة فنية رائعة تقع ما بين منطقتى القناطر التسعة وشارع القيثارية بمدينة الزقازيق، وتم إنشاؤها بميدان صغير هناك، وعقب انقلاب يوليو ٢٠١٣ احتل الباعة الجائلون كل جنبات المنطقة، واستولوا على كل ركن فيها، وفرشوا بضائعهم على أرصفتها، وأثاروا حالة من الفوضى، مستغلين فى ذلك غياب الأمن وحتى الآن يجلسون حول التمثال ويضعون حوله الخضروات والفاكهة، فضلا عن شبح ملصقات الإعلانات التى تشوه كل ما هو جميل.
النصب التذكارى لشهداء ثورة ٢٥ يناير
أنشأ هذا النصب مواطن من أبناء مدينة الزقازيق، يدعى «سمير أبو لبدة» على نفقته الخاصة بعد نجاح ثورة ٢٥ يناير، ولكنه لم يحظ بالاهتمام الكافى من قبل المحافظين والمسئولين التنفيذيين الذين تركوه يتصدع ويشوهه الناس بلصق اللافتات وحفر أسمائهم عليه، حتى أصبح «مسخة» تثير سخرية الناظرين، رغم أهميته التاريخية كشاهد على فترة الحرية التى مرت بها مصر قبل الانقلاب العسكرى الغاشم.
أضف تعليقك