أمضيت خمس سنوات فى لجنة اﻻقتراحات والشكاوى بالبرلمان المصرى ،وكنت اتابع عن كثب اﻷوضاع فى سيناء وتعددت زياراتى البرلمانية لشمالها وجنوبها ومرورا على منطقة وسط سيناء،وكنت حريصا على تبنى مشكﻻتها وقضاياها العامة لقناعتى أن سيناء هى إحدى البقاع الهامة فى تحقيق النهضة الشاملة لمصر والعبور نحو التنمية وصوﻻ الى الرفاهية فى العيش ورغد الحياة.
لم أكن مبالغا فى تقديراتى بل هى تقديرات وتقارير مراكز بحثية و معاهد دولية متخصصة كانت تؤكد ان سيناء ليست مجرد بوابة اﻷمن القومى المصرى بل هى ايضا بوابة التنمية والنهضة الشاملة، وانها أحد المخازن اﻻستراتيجية لمصر حيث تحتوى على ثروات ومقدرات وخيرات ﻻتتوافر فى دول متقدمة كفرنسا واسبانيا .
وكنت أدرك حينها أن سيناء يراد لها أن تبقى على حالها وان تبقى أسيرة مشاكلها اﻷمنية ،وأن تصطبغ بسمات التوتر الدائم و يفرض عليها الوضع المتأزم الذى يتعارض مع اﻻستثمار والتنمية ، خلق بيئة مضطربة قلقة ملتهبة تحول دون تطور الحياة فى شمال سيناء ووسطها ،أما جنوبها فهى محميات سياحية تمتلكها المخابرات و أكابر قيادات الجيش .
وكانت الكارثة الكبرى التى حلت بمصر واﻷمة بأسرها هى اﻹنقﻻب العسكرى الذى أفسد كل آمال المصريين وعطل مسيرة التغيير الى اﻷفضل بل أعاد مصر الى عهد النكسة والهزيمة والتخلف والضياع ،
ونالت سيناء الحظ اﻷكبر من فساد العسكر وظلمهم وخيانتهم وفشلهم، وتحولت سيناء الى ساحة حرب و ارتكبت عدة مجازر هناك واعتقال اﻻﻻف من اهلها وتشريد اهالى رفح المصرية وتهجيرهم وتدمير بيوتهم ومساجدهم بصورة لم يفعلها جيش اﻻحتﻻل الصهيونى حين احتل سيناء فى 1967، ثﻻث سنوات عجاف طحنت اهل سيناء ودمرت اقتصادياتهم وافسدت معيشتهم و خربت اجتماعياتهم ، لهذا أقول ما حدث ويحدث ﻷهالى سيناء طوال اﻷعوام الثﻻثة الماضية على يد العسكر هو جريمة حرب و جريمة ضد اﻹنسانية ﻻتسقط بالتقادم ،
وإن سكوت المجتمع على جرائم اﻹبادة هو ظلم فادح يعمق معاناة اهل سيناء ويشعرهم بظلم اخوانهم لهم ورضاهم عن عسف العسكر وبغيهم عليهم .
المجتمع الدولى مشارك فى هذه الجرائم اﻷكبر فى تاريخ مصر إن لم يكن فى تاريخ البشرية ،
المستفيد اﻷوحد من هذه الجرائم هو العدو الصهيونى ، قام اﻹنقﻻب العسكرى لحماية الكيان الصهيونى و تم تهجير اهالى رفح المصرية وتدمير منازلهم ومساجدهم كذلك لتوفير محيط آمن ﻻسرائيل و حماية استراتيجية لها ، ومن أجل تشديد الخناق والحصار على أهل غزة فيثوروا على حماس والمقاومة اﻻسﻻمية هناك .
شياطين اﻻنس والجن تكالبوا على اهل سيناء قتﻻ و اعتقاﻻ وتدميرا وتجويعا و تسفيها وتشويها حتى يقتلوا اﻷمل الذى ذكرته فى بداية مقالتى ،اﻷمل فى نهضة مصر وتنميتها الشاملة وقد كانت سيناء كاملة هى أمﻻ كبيرا يعول عليه فى تحقيق نهضة البﻻد وعمرانها .
وانى اتوجه الى المخلصين في بلادى
ﻻ تتركوا نيرون يحرق مصر ويدمرها ويخربها ،
كونوا عونا ﻷهل سيناء وﻻ تزيدوا أحزانهم ، عبروا عن دعمكم ووقوفكم بجانب المظلومين ،
اياكم أن تشاركوا فى إثم المجرمين المعتدين المنتهكين لحرمات اهل سيناء .
كونوا كلمة حق فى وجه الظالم ، وقفوا وقفة الصادقين والتمسوا ﻷنفسكم العذر أمام الواحد الديان الذى يعلم خائنة اﻷعين وماتخفى الصدور .
تبرأوا من جرائم السيسى وعسكره ، اعلنوا انكم بريئون مما يعمل المجرمون،
اظهروا تعاطفكم مع المضطهدين المظلومين وأسرهم ، كونوا لهم نسيما حانيا ولطفا كريما ، ولو بكلمة مواساة أو ببسمة الشفاه .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد معلم الناس الخير .
أضف تعليقك