مرت ثلاث أعوام علي اعتقال الطبيب إبراهيم اليماني الذى كان مسعفا لعشرات المصابين فى احداث مسجد الفتح، سطر خلالهم أروع الأمثلة في الصمود والثبات ورفض مغادرة المسجد لرعاية المرضى ويستمر نضاله داخل سجون الانقلاب بعد اضرابه عن الطعام لمدة تقرب من العامين.
واعتقل اليماني منذ 17 من أغسطس من العام 2013 في أحداث حصار قوات أمن الانقلاب لمسجد الفتح والتي تلت مذبحة رابعة والنهضة، وذلك بعدما اتفق مع أحد قادة الداخلية التي حاصرت المكان على إقناع المتواجدين بالمسجد الذين حوصروا لأكثر من 12 ساعة تحت الرصاص وقنابل الغاز على الخروج من المسجد دون أن يطالهم أذى باعتقال أو غيره، ورغم ذلك فكان أول من اعتقل من المتواجدين و تم احتجازه في قسم الأزبكية ثم نقل لسجن وادي النطرون بعدها نقل إلى طرة.
وتردت حالة اليماني الصحية داخل مقر احتجازه مرات عديدة، حيث نقل إلى مستشفى سجن طرة بسبب تردي حالته الصحية بشكل كاد يودي بحياته، وذلك في مطلع يناير من العام الجاري، كما تعرض لانتهاكات عديدة ساهمت في تردي وسوء حالته الصحية، كان من بينها نقله للتأديب والحبس الانفرادي في ديسمبر من العام الماضي مع تعرضه للضرب والسحل الذي أدى إلى تقيئه دمًا، كما قامت إدارة سجن طرة بمصادرة مستلزماته جلها، ومنعه من الحصول عليها، واستمرت في ذلك التضييق عليه لمحاولة إثنائه عن إضرابه عن الطعام لأكثر من عامين .
وقدأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت هشتاج عنوان "#يقاوم_منفردا"، غرد فيها نشطاء وسياسيون وحقوقيون، منتقدين الصمت الدولي الذي وصل حد النفاق في حالة "اليماني" وآخرين ينتظرهم مصير المعتقل الشهيد "فريد إسماعيل "، الذي ارتقي في مثل هذه الأوضاع الانتقامية.
وكان قد قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بوادي النطرون، في 29 يونيو الماضي إعادة فتح باب المرافعة من جديد فى محاكمة 494 متهمًا، لاتهامهم باﻟﺘﺠﻤﻬﺮ، ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻗﻮﺓ ﻭﻋﻨﻒ والقتل، ، ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻣﻨﺸﺌﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ منها ﻗﺴﻢ ﺍلأﺯﺑﻜﻴﺔ، ﻣﺘﺮﻭ ﺍلأﻧﻔﺎﻕ، ﻭﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭالمطافي ﻭﺍلإﺳﻌﺎﻑ، ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻣﻨﺸﺌﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ومنها ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﺣﻴﺎﺯﺓ أسلحة ﻧﺎﺭﻳﺔ، ﺗﻌﻄيل ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻔﺘﺢ!!.
فيما أكدت أسرة "اليماني" أن القضية الملفقة لإبراهيم كما عبر عنها أول وكيل نيابة حقق معه "فشنك" وﻟﻮ ﻗﺎﺿﻲ بيفهم ﻫﻴﻄﻠﻌﻚ ﺑﺮاءة ﻋﻠﻄﻮﻝ، ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ إﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺩﻱ ﺍﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻭﺷﺔ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻦ ، ومع ذلك المحاكمة مستمرة للآن.. والتهم مرسلة ومتعددة.. وأضافت "الشهود بيقولوا مش فاكرين حاجة، الكلام دا كان من سنتين!!!".
وقالت والدته: "إبراهيم ما استسلمش، لأنه هو ومعتقلي مسجد الفتح أول من بدؤوا فكرة الإضراب عن الطعام، واللي استمر هو بعد ما اضطروا لفك الإضراب.. وحتى بعد ما أجبر على فك الإضراب الأول، عاود الإضراب مرة أخرى، فقط لأنه عاوز يبقى حر، ويؤكد أنه طبيب ومش مكانه السجن".
وذكر اليماني في إحدي رسائله «ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻮﻥ ﺑﻼ ﺣﺠﺎﺏ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺪﻋاء ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ.. ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻟﻴﺲ إﻟﻰ ﺍﻟﺪعاء ﻭﻓﻘﻂ؛ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﻜﻢ إلى ﺃﻥ ﺗﺨﺎﻃﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ، ﻟﻜﻲ ﺗﺮﺳﻠﻮﺍ ﺃﺻﻮﺍﺗﻨﺎ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺨﺎﻃﺒﻮﺍ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭالإنسانية.. ﺗﺼﻠﻨﺎ ﺩﻋﻮﺍﺗﻜﻢ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻭﺻﻠﺘﻜﻢ ﺁﻻﻣﻨﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﻜﺖ؟
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪ ﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻨﺎ ﻛﺒﺸﺮ، ﻭﺇﻥ ﺑﺎﺗﺖ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﻩ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ!! ﻓﺄﻳﻘﻈﻮﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺃﻋﻴﺪﻭﺍ إﻟﻰ الإنسانية ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﻜﺖ.. ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ.. ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻘﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻀﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺃﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺤﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺤﺮﻳﺔ.». « قريبا سننتصر، وستعم ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻞ أرجائك يا وطني.. ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻞ نعيش، وبالأمل سنبقى»..
وإبراهيم أحمد اليماني من مواليد مركز بلبيس ومقيم بمدينة العاشر من رمضان، حاصل على بكالوريوس الطب البشري جامعة الأزهر، و طبيب امتياز بمستشفيات جامعة الزقازيق. كان طبيبا بالمستشفى الميداني بثورة 25 يناير مرورا بأغلب الأحداث والفعاليات الثورية، حتى اعتقاله من مسجد الفتح يوم 17 أغسطس 2013، حيث كان مشاركا بالمستشفى الميداني التي أقيمت به.
أضف تعليقك