بعد 4 أيام حافلة حاول فيها الديمقراطيون تدعيم وحدتهم في مواجهة الأزمات والوقوف بقوة خلف مرشحتهم للسباق الرئاسي يختتم مؤتمر الحزب الديمقراطي أعماله في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا بكلمة لهيلاري كلينتون التي توشك أن تدشن مرحلة تاريخية جديدة في الولايات المتحدة كأول امرأة تقترب من البيت الأبيض.

وستكون كلمة كلينتون لقبول ترشيح الحزب لها لخوض سباق الرئاسة في نوفمبر المقبل هي اللحظة الأهم في مسيرتها السياسية الممتدة علي مدار نحو 25 عاما.

وستعيد كلينتون تقديم نفسها للآلاف من مندوبي الحزب وعشرات الملايين من الناخبين من أجل كسب ثقتهم ودحض الانتقادات اللاذعة التي يوجهها الجمهوريون لها وعلي رأسهم خصمها دونالد ترامب. وستقدم كلينتون رؤيتها للمستقبل وستفصل مشروعاتها لتحسين الاقتصاد والأمن وتوحيد الأمة.

وتلقت كلينتون دعما قويا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الليلة الثالثة من مؤتمر الحزب الديمقراطي التي بدت كتجسيد لقيم التنوع التي حرص الحزب الديمقراطي علي التأكيد عليها، حيث أشاد أول رئيس أسود بـ»شجاعة» كلينتون التي «حطمت الحواجز» لتصبح أول امرأة تمثل حزبا كبيرا في الرئاسة.

وألقي أوباما خطابا قويا أثار حماس الحضور دعا فيه الناخبين لحمل كلينتون إلي النصر كما حملوه قبل 8 سنوات. وأعرب أوباما عن تفاؤله بالمستقبل وأكد علي كفاءة كلينتون التي اعتبرها «المرشحة الوحيدة التي تؤمن بهذا المستقبل» واصفا إياها بـ»القائدة التي تملك مشروعات ملموسة لإزالة الحواجز وإعطاء مزيد من الفرص لكل أمريكي».

وقال أوباما «يمكنني القول بثقة تامة أنه لم يكن هناك يوما رجل أو امرأة لا أنا ولا بيل(كلينتون)، لا أحد- مؤهل أكثر من هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة». وأضاف «كلينتون جاهزة لمنصب القيادة العامة» مشيرا إلي أنها «تحظي بالاحترام في العالم أجمع».

وأكد أن كلينتون لن تستسلم قبل تدمير تنظيم داعش وقال: «ستذهب حتي النهاية في مهمتها وستفعل ذلك دون اللجوء إلي التعذيب ومن دون منع ديانات بكاملها من دخول أراضينا» في إشارة لتصريحات المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب حول استخدام التعذيب ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وندد أوباما بالرؤية التشاؤمية لترامب والتي يمثلها شعار حملته «جعل أمريكا عظيمة مرة أخري» وقال الرئيس الأمريكي «أمريكا عظيمة وقوية بالفعل وأؤكد لكم عظمتنا وقوتنا لا تعتمد علي ترامب» وحذر من أنه يشكل خطرا علي البلاد ويراهن علي الانتصار في الانتخابات عبر إخافة الناخبين.

وحول مؤتمر الحزب الجمهوري قال أوباما «لم يكن هناك حلول جدية لمشكلات ملحة مجرد تأجيج للنقمة واللوم والكراهية». واعتبر أوباما أن انتخابات 2016 هي حول «معني الديمقراطية» وليست «مجرد خيار بين حزبين». وعرض أوباما حصيلة سنواته السبع في البيت الأبيض وأكد أن كلينتون هي الشخص الوحيد القادر علي إكمال المسيرة. وفي نهاية الخطاب انضمت كلينتون إلي أوباما فعانقها ثم شبكا أيديهما تعبيرا عن الوحدة وسط هتافات الجماهير.