في ظل غلاء الأسعار وضنك المعيشة وصعوبة الحياة التي يعيشها المواطن المصري عامة والمواطن الشرقاوي خاصة، فضلا عن غياب الرقابة في ظل حكومة الانقلاب، لجأ عدد من التجار معدومي الضمير، إلي ذبح الحمير في عدد من مراكز محافظة الشرقية وعلي رأسها مركز منيا القمح، وبيعها إلى المواطنين وكأنها لحوم بلدية رخيصة الثمن.
فلم يعد في مقدور المواطن متوسط الحال فضلا عن معدمه الحصول علي اللحم الذي خرج المواطنون في السبعينات لينددوا بوصول سعره لجنيه فقط في عهد السادات.
وكان أهالي ميت بشار بمنيا القمح علي موعد، مساء أمس السبت، مع فاجعة غير متوقعة، إذ تمكن العشرات من أهالي القرية من ضبط شخصين أثناء ذبح حمارين بمدخل القرية.
وتحفظت نيابة منيا القمح، اليوم الأحد، على "مصطفى ب" 51 عاما صياد و"محمد ا" 49 عاما تاجر لاتهامهما بذبح حمارين بقرية ميت بشار.
وأقر المتهمان بأنهما ذبحا خلال الأيام الماضية عددا من الحمير بهدف جمع جلودها مؤكدين أنهما يبيعان جلد الحمار الواحد بـ 200 جنيه لتجار الجلود.
وأوضح المتهمان أنهما يشتريان الحمار الواحد من أحد التجار بـ 100 جنيه ويبيعان جلد الحمار الواحد بـ200 جنيه وأن لحوم الحمير كان يتم التخلص منها بإلقائها في الترع أو المصارف أو دفنها.
هذه الواقعة لم تكن الأولي من نوعها بمركز مينا القمح فقد شهدت قرية الصنافين بمنيا القمح، في 19 يونيو الماضي، قيام تاجر بذبح الحمير تمهيدا لبيعها على المواطنين كلحوم حلال فى الأسواق.
وأفاد شهود عيان بضبط "مصطفى.ع" 26 سنة، مقيم بقرية الصنافين أثناء ذبحه للحمير لبيعها للمواطنين.
وفي 10 أبريل الماضي، ألقى القبض على 3 أشخاص أثناء قيامهم بذبح 4 حمير بالقرب من قرية كفر شلشمون بمنيا القمح.
وأفاد شهود عيان بقيام بعض الأشخاص بسحب أربعة حمير بعربية كارو، وذبح أحدهم على رشاح قرية كفر شلشمون، مؤكدين أنهم يقيمون بذبح الحمير لبيعها على أنها لحوم للأهالى بعد خلطها وسط اللحوم.
وضبط كل من "سعيد خ م" 26 سنة عاطل و" على م م" 17 سنة و" حسن ش ف" 17 سنة.
كما عثر أهالي مدينة الإبراهيمية، في 28 مايو الماضي، على بقايا لحوم حمير مذبوحة، وجلود مسلوخة بمزرعة بإحدى المزارع المهجورة.
وأفاد شهود عيان بالعثور على 4 بقايا لحوم حمير مذبوحة و4 على قيد الحياة، فيما قامت مديرية الطب البيطري ومراقبة الأغذية بوزارة الصحة، بعمل لجنة تشكيلية من عدة أطباء بيطريين للتأكد من سلامة اللحوم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
وأوضحوا أن المزرعة مهجورة، ومنذ فترة بدء أشخاص يترددون عليها بسيارات فى ساعات متأخرة من الليل، ما آثار الشكوك حولهما، مشيرين إلي أنهم داهموا المزرعة، وعثروا على حمير بداخلها.
فيما قرر عبد الكريم عثمان رئيس نيابة مركز الإبراهيمية، حبس "محمد.ش.ع" 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة ذبح حمير داخل مزرعة والده.
كما شهد مركز مشتول السوق، في 5 يونيو الماضي، قيام 6 أشخاص بذبح 7 حمير، بناحية ترعة قرية إبراش التابعة لمركز مشتول السوق.
وأفاد شهود عيان بضبط 6 أشخاص بناحية ترعة قرية إبراش، أثناء قيامهم بذبح 7 حمير وسلخها، وتبين قيامهم بذبح الحمير لبيعها كلحوم مجمدة للمطاعم.
وفي 22 أغسطس المضي، قام عدد من أهالى قرية سماكين الشرق التابعة لمركز الحسينية، بالتحفظ على جزار بالقرية، لقيامه بسرقة الحمير من القرية وذبحها وبيعها للأهالى كلحوم بلدية.
وأفاد شهود العيان، أن أحد الأهالى ضاع حماره وظل يبحث عنه حتى وجد رأسه بالقرب من منزل الجزار، وعندما دخل المنزل فجأة وجد الجزار يقوم بتعليق الحمار لسلخه بعد ذبحه، على أن يقوم ببيعه للأهالى.
من جانبهم حاول بعض الأهالى التعدى على الجزار بالضرب، فيما تم إخطار الشرطة لتحرير محضر بالواقعة.
ومن أغرب التعليقات علي ظاهرة ذبح الحمير التي انتشرت في مصر خلال العاميين الماضيين، اتهام عزمي مجاهد، نائب الحزب الوطني المنحل الأسبق، للإخوان المسلمين بأنهم وراء انتشار ظاهرة ذبح الحمير، قائلًا: " بيأكلوا الناس لحمة حمير، فين الذمة وفين الضمير، واللي بيدبحوا الحمير أغلبهم إخوان".
وأضاف مجاهد أن هناك موظفين حكوميين يعطلون حال الناس ويخلوا الناس تطلع عن شعورها ومن هدومها، ووزير الصحة لازم يروح، ومستشفيات مصر متنيلة بستين نيلة".
وعلق الكاتب الصحفي وائل قنديل، علي الظاهرة في مقال له، قائلا: إنهم يملأون معدتك بلحم الحمير، ويحشون رأسك بإعلام الحمير، وينكّدون عليك عيشتك بسياسات الحمير الاقتصادية، فتترك كل ذلك وتبدي انزعاجا غير مبرر من اكتشاف يلح الإعلام على ترويجه، بأن المطاعم الشهيرة تعتمد على لحوم الحمير المذبوحة.
ولا ريب أن الاستبداد المصحوب بسياسات الإفقار يجلب الكوارث علي العباد والبلاد، وليس هناك أدل من أن يطعم الشعب لحوم الحمير علي أنها لحوم حلال ليصير الإنسان حمارا ينهق في دولة العسكر.
أضف تعليقك