رأى عزمي بشارة مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن بريطانيا تريد منافع أوروبا دون أعباء الهجرة الداخلية، في إشارة إلى خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وقال في تدونية عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": “بعض العبر من درس الاستفتاء البريطاني".
وأظهرت النتائج النهائية للاستفتاء التاريخي، خروج بريطانيا رسميًا من الاتحاد الأوروبي حيث بلغت نسبة مؤيدي الخروج 51.9%.
وتابع: "إذا خيِّر الناس البسطاء عند التصويت فإنهم يفضلون المشاركة في المنافع دون الأعباء، ولكن هذا التخيير خاطيء من أساسه، فليس في الدنيا خيارات من هذا النوع، بريطانيا تريد منافع أوروبا دون أعباء الهجرة الداخلية الأوروبية وحرية الحركة والعمل وغيرها، سوف تفاوض لاحقًا لغرض الحصول على المنافع دون الأعباء، ولكنها سوف تفشل في ذلك".
وأضاف: "إذا خيرت الناس عند التصويت بين هوية وطنية منغلقة، نحن أم الآخرين، فإنهم يختارون "نحن"، ولكن التخيير بين بديلين بهذا الشكل من أصله غير صحيح ولا أساس له في الواقع المعاش، ومن هنا رخص الدعاية الوطنية الشوفينية وديماغوغيتها".
وواصل: "الناس التي تتعامل مع الأجانب صوتت عمومًا ضد الانسحاب (لندن مثلاً)، الناس الذين خوفوا الآخرين من الأجانب هم الذين لا يحتكون بهم، وهم الأقل "تضررا" منهم، هؤلاء صوتوا من أجل الانسحاب. لا تبحث عن المنطق حين تشتغل الشعارات وتشتعل الغرائز، الشباب عمومًا مع التواصل وتجاوز الحدود (75% منهم صوتوا مع البقاء في الاتحاد)، لكن الجيل القديم يصادر مستقبل الجيل الجديد بترسيمها".
وذكر: "التصورات التاريخية الأسطورية لبلد من البلدان وشعب من الشعوب تلعب دورًا في تحديد هوية الناس، ولا يبذل جهد كاف في تفنيد الأساطير والخرافات عن التاريخ الذاتي، والتي تعلق في الذاكرة الجماعية وتشكل الهوية، تسهم لاحقًا في تحديد السلوكيات السياسية عند المفترقات الكبرى".
أضف تعليقك