مر نصف الشهر الكريم رمضان ولم تظهر "شنطة رمضان" مما أثر على كثير من بيوت الفقراء مصر والمحتاجين بسبب الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار الذي تسبب فيه حكم العسكر، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين من السابقين لهذا الأمر والمدبرين له.
زيادة الأسعار
هيثم محمود، أحد المتطوعين في جمعية "سواعد الخير" والتي كانت تقوم بتوزيع شنط رمضان، يقول إن كلفة الشنطة الواحدة كانت تتراوح بين 40 و50 جنيهاً، لكن الكلفة ارتفعت هذا العام إلى 100 جنيه وربما أكثر.
ويدفع هذا الارتفاع البعض -بحسب هيثم- إلى تقليل مكونات الشنطة والتركيز على السلع الأهم، مثل الأرز والسكر واللحوم، كما يدفعهم ارتفاع الكلفة أيضاً إلى تخفيض عدد من يحصلون على الشنطة.
وأوضح هيثم أن الجمعية في الأعوام السابقة اعتادت تجهيز أكثر من 2000 شنطة، لكنهم لن يستطيعوا هذا العام 2016 إلا تجهيز وتوزيع ألف شنطة فقط.
وأشارت آلاء رجب، عضو جمعية "رسالة" الخيرية، لموقع «هاف بوست»، إلى أن التبرعات الخاصة بتجهيزات حقائب شهر رمضان تقلصت هذا العام، فهناك من استمر على عادته في التبرع على الرغم من ارتفاع الأسعار، وهناك من لم يتمكن من ذلك.
وأوضحت أنهم لجأوا أيضًا إلى فكرة جديدة حيث دعوا المواطنين للتبرع بما يزيد عن احتياجاتهم من السلع السكر والزيت والأرز والسمن وغيرها لسد احتياجات الفقراء، ومواجهة العجز في توفير شنط رمضان.
إرجاء التعاقدات
من جانبه أكد يحيى كاسب، رئيس شعبة المواد الغذائية بمحافظة الجيزة، أن ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية في السوق المحلية، أسهم في إرجاء التعاقدات على شنط رمضان، والتي كان من المقرر التعاقد عليها منذ وقت طويل نظراً لتخوف الموردين من ارتفاعات جديدة في أسعار السلع، ما أدى إلى تأخيرها
وكشف "كاسب" في تصريحات صحفية أن ارتفاع الأسعار تجاوز40% مقارنة بالعام الماضي 2015، على خلفية ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه.
المكرونة بديلاً عن الأرز
فيما قال أحمد العناني، رئيس شعبة المكرونة بغرفة صناعة الحبوب بالغرفة الصناعية، إن أسعار السلع الغذائية ومنها المكرونة في شنط رمضان العام الحالي، شهدت ارتفاعاً طفيفاً بين 5 و10%.
وأوضخ العناني أن المكرونة هي السلعة الوحيدة التي لم تشهد زيادة في أسعارها مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى، إذ سجل سعر كيلو المكرونة غير المعبأ 3.25 والمعبأ 350 قرشاً.
وأشار إلى أن زيادة الطلب على المكرونة بعد ارتفاع سعر الأرز (الأكلة الشعبية الرئيسة بمصر) غير مسبوق لأنها بديل مناسب له.
أصل القصة
و"شنطة رمضان" تقليد اجتماعي ظهر منذ سنوات يقوم فيه الأغنياء وأصحاب الضايا الاجتماعية، من المواطنين بجمع عدد من السلع الغذائية الأساسية التي ارتفعت أسعارها في الفترة الأخيرة مثل السكر والأرز والسمن والزيت واللحوم أو الدجاج، بالإضافة إلى التمر وبعض المعلبات الأخرى، ليقدموها عبر الجمعيات الخيرية او بطريق مباشر إلى الفقراء في شهر رمضان.
أضف تعليقك