• الصلاة القادمة

 
news Image
منذ ثانيتين

تحل اليوم 17 يونيو، ذكرى رحيل الشيخ محمد متولي الشعراوي، واحد  من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل على تفسيره بطرق مبسطة يجمع فيها بين العربية والعامية، مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من مسلمي العالم.

في بداية نشأته كان يريد أن يكون فلاحا، لكن إصرار والده هو مادفعه إلى التعلم في الأزهر ، حتى صار  واحدًا من كبار علماء المسلمين في العصر الحديث.

- ولد الشيخ  في ٥ أبريل عام ١٩١١ بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفى ١٩٢٦، التحق بمعهد الزقازيق الابتدائى الأزهرى، وحصل على الابتدائية سنة ١٩٢٣، ثم التحق بالمعهد الثانوى وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيساً لاتحاد الطلبة، ورئيساً لجمعية الأدباء بالزقازيق.

- أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة  لكن الشعراوي كان يريد البقاء مع إخوته لزراعة الأرض، لكن والده دفع المصروفات واستأجر مسكنا فما كان من الشيخ إلا أن اشترط شروطا تعجيزية على أبيه تتضمن مجموعة ضخمة من الكتب كان أكثرها من خارج المقرر، وفطن أبوه للحيلة وأجاب طلبه ثم التحق بكلية اللغة العربية سنة ١٩٣٧، وتخرج فيها عام ١٩٤٠، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام ١٩٤٣، وعُيّن في المعهد الدينى بطنطا ثم في المعهد الدينى بالزقازيق، ثم المعهد الدينى بالإسكندرية، ثم انتقل إلى العمل في السعودية في ١٩٥٠ أستاذاً للشريعة بجامعة أم القرى.

- بعد عودته من السعودية تم تعيينه مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشيخ حسن مأمون، ثم سافر رئيسا لبعثة الأزهر إلى الجزائر، وظل هناك لسبع سنوات قضاها في التدريس وعاد في ١٩٦٧وعين مديراً لأوقاف محافظة الغربية، ثم وكيلاً للأزهر، ثم عاد ثانية إلى السعودية مدرساً في جامعة الملك عبدالعزيز.

- فى نوفمبر ١٩٧٦ اختاره ممدوح سالم، رئيس الوزراءانذاك ، وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر، وظل في الوزارة حتى أكتوبر عام ١٩٧٨، وفى سنة ١٩٨٧ اختير عضواً بمجمع اللغة العربية "مجمع الخالدين" ، قبل أن توافيه المنية في 17 يونيو عام 1998م.

الشعراوى وعبدالحليم حافظ

بعد وفاة الفنان عبد الحليم حافظ بالخارج، كان من المقرر وصوله إلى المطار فجراً على أن يتم نقله إلى مستشفى المعادي، ويُنقل فى الصباح إلى مسجد عُمر مكرم، ولكن الشيخ الشعراوي طلب من وزير الأوقاف أن يتم فتح مسجد عُمر مكرم طوال الليل ليوضع فيه الجثمان ، ليُحمل إلى مثواه الأخير فى الـ 11 صباحاً.

الشعراوى مع أمير الشعراء

التقى الشيخ الشعراوى مع أمير الشعراء أحمد شوقى، فقال الشيخ رحمه الله: "كنت فى سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق له لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقى الذى كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب.. فاصطحبني ومعي أصدقاء إليه فى عش البلبل عند الهرم.. وقال لأمير الشعراء: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك، فسألنى شوقي: ما الذى تحفظه عنى؟، فذكرت له ما أحفظ له من شعر، فسألنى : وما الذى أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟، فقلت له: لأن والدي كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك.

الشعراوى والمخلوع مبارك

 حذر الشيخ الشعراوى فى كلمة قالها للمخلوع حسنى مبارك بعد حادثة محاولة الاغتيال التى تعرض لها فى مدينة أديس أبابا فى أثيوبيا عام 1996، قائلاً: "إذا سلمت فكل الناس قد سلموا .. وإنى يا سيادة الرئيس أقف على عتبة دنيايا لأستقبل أجل الله فلن أختم حياتى بنفاق ولن أُبرز عنتريتى باجتراء ولكنى أقول كلمةً موجزةً للأمة كلها حكومة وحزباً ومعارضةً ورجالا، وشعبٌ آسف أن يقول سلبىّ.

الشعراوى يتحدث عن مصر

تداولت وسائل الإعلام كلمات لخطب وأحاديث للشيخ الشعراوى عن مصر، وقد أعيد نشر هذه المقاطع مرة أخرى، وخاصة بعد ثورة يناير يقول الشعراوي في بعض منها : "من يقول عن مصر إنها أمة كافرة إذن فمن المسلمون؟ من المؤمنون؟.. "ستظل مصر رغم أنف كل حاقد هنا أو خارج، هنا مصرالكنانة، مصر التى قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أهلها فى رباط إلى يوم القيامة، مصر التى صدرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها صدرته حتى إلى البلد التى نزل فيها الإسلام هى التى صدرت لعلماء الدنيا علم الإسلام أنقول عنها ذلك؟.

وفاة الشعراوي

وفي يوم 17 يونيو عام 1998 توفى "الشعراوى"، وبحسب ما روى أحد أبنائه، أنه كان على فراشه يحتضر، وابنه يلقنه الشهادة فيقول له: يا شيخ محمد قول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله، فيقول الشيخ الشعراوى: أشهد أن لا إله إلا الله ، ويصمت، فيقول له ابنه: "قول الشهادة كاملة يا شيخ ، فيكررها ويطلب منه ابنه نفس الأمر، فيقول الشيخ الشعراوى: أشهد أن لا إله إلا الله .. ثم يلتفت بوجهه ويشير إلى الحائط بإصبعه وقال، وأشهد أنك رسول الله.

أضف تعليقك