إلى قادة الجيش.. عودوا إلى ثكناتكم وكفى
تمر علينا في هذه الأيام الذكرى الـ44 لمعركة العاشر من رمضان 1393هـ السادس من أكتوبر 1973م؛ تلك المعركة التي شاء الله فيها أن تعلو صيحات التكبير من الجنود والضباط أثناء العبور، على مشاهد الانكسار ليلة هزيمة الخامس من يونيو 1967م.
نصر حققه رجال مسلحون بالإيمان قبل العدة والعتاد، عقيدتهم القتالية واضحة، وهتافهم المدوي "الله أكبر".. يومها لم تمنع التحصينات ولا العوائق أبطال مصر من عبور المانع المائي "قناة السويس"، واقتحام "خط بارليف" الحصين في ساعات معدودة بفضل الله ثم قوة الإيمان، وكان لهذا الانتصار انعكاساته الإيجابية على صورة العرب والمسلمين في العالم، وعلى ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على امتلاك إرادتنا وتحقيق النصر على عدونا.
لكن الحال تغيرت اليوم مع الأسف، بعد أن انقلب السيسي وقادة الجيش على شرعية واختيار شعب مصر، وترك مهمته في حراسة الحدود والدفاع عن الوطن، إلى اغتيال إرادة أمة، والتواطؤ مع العدو الصهيوني، وحصار أهلنا في غزة، وارتكاب المجازر ضد الآلاف من شعب مصر في الميادين والشوارع الذين يطالبون بالشرعية واحترام الإرادة الوطنية، كما واصل قادة الإنقلاب العسكري تفريغ سيناء الحبيبة، وتشريد وقتل أهلها بالقصف الهمجي المستمر بحجة محاربة الإرهاب.
ومع تغيير عقيدة الجيش وانقلابه على الشرعية، وعلى مكتسبات ثورة 25 يناير، استشرى الفساد بصورة غير مسبوقة، وبات قادة الجيش يديرون منظومة واسعة للسيطرة على ثروات مصر وأراضيها ومؤسساتها ومقدراتها على حساب الشعب بعيدًا عن أي رقابة.
والإخوان المسلمون إذ يتذكرون بإجلال وإعزاز انتصار الأبطال في حرب العاشر من رمضان/ السادس من أكتوبر، ويترحمون على شهدائها البواسل، يرسلون أطيب تحية ملؤها الإجلال والتقدير والإعزاز إلى شهداء ومصابي ثورة 25 يناير في كل مراحلها، وإلى الصامدين الأحرار في سجون انقلاب العسكر، وعلى رأسهم فخامة الرئيس محمد مرسي زعيم الثورة.
كما يؤكدون في هذه المناسبة إصرارهم على المضيّ قدمًا مع كل أطياف الشعب المصري الحر، في طريق الثورة السلمية، حتى اقتلاع حكم العسكر نهائيًّا، وعودة الجيش إلى ثكناته ومهمته الوحيدة وهي الدفاع عن الوطن، وإعادة الشرعية، وعلى رأسها الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.
وما زلنا ننادي الشرفاء من قادة وضباط جيش مصر أن يعودوا إلى ثكناتهم وأن يردوا إلى الشعب قراره واختياره، لينعم أبناء شعب مصر بالعيش الكريم في دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تحترم هويتها وتاريخها وحقوق جميع أبنائها، وتصنع مستقبلها بإرادتها الحرة المستقلة.. (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا).
والله أكبر ولله الحمد.. وعاشت ثورة مصر
الإخوان المسلمون
القاهرة في 10 رمضان 1437هـ= 15 يونيو 2016م
أضف تعليقك