• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
Aug 29 23 at 07:07 AM

تتابع جماعة الإخوان المسلمون باستنكار ورفض بالغين عمليات الهدم التي تطال مقابر القاهرة التاريخية، (بمناطق الإمام الشافعي، والسيدة عائشة، والسيدة نفيسة)، والتي تمثل اعتداءً صارخا على ذاكرة مصر وتاريخها، فضلا عن تشويه الهوية البصرية والحضارية لعاصمتها، كل ذلك بحجة شق "محور مروري" لا يمثل أي قيمة مضافة بمعايير الجمال والعمران.

وإننا في هذا الصدد، نذكّر بالمستقر المعهود منذ عقود طويلة عند دار الإفتاء المصرية، من أن "قرافة مصر موقوفة، وأنه لا يجوز الانتفاع بها بغير الدفن" (الإمام الأكبر حسونة النواوي، بتاريخ 8 رجب 1313، 24 ديسمبر 1895)، حيث رفض أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، بيع أرضها، وأوقفها لدفن موتى المسلمين فيها، ومن ثم استقر الأمر على ذلك، ونص العلماء على أنه يحرم البناء بها.

إن استمرار آلة الهدم -رغم تنديد ومناشدات خبراء الآثار والتراث المعماري، فضلا عن العلماء والمثقفين والأدباء والرموز السياسية- تعكس عدم اكتراث مقصود بجزء ثري وعريق من تاريخ مصر وهويتها الحضارية المتنوعة؛ حيث استُهدفت مدافن علماء وفقهاء وقرّاء كانت تشد إليهم الرحال في حياتهم، كما استُهدفت مدافن أدباء وسياسيين مصريين بارزين قاموا بدور كبيرا في نهضة مصر الوطنية والثقافية الحديثة.

إن هذا الاعتداء ليس موجَّها للأموات، ولكنّه موجّه للأحياء؛ فهو يستهدف وعيهم بتاريخ بلادهم، ويختبر قدرتهم على الدفاع عن حاضرهم، وحقهم في التخطيط لمستقبل وطنهم. 

وعلى الوجه الآخر، تثمن جماعة الإخوان المسلمون كافة الجهود والمواقف الحالية الرافضة لهذه الإجراءات، وتدعو علماء الأزهر الشريف الأجلَّاء، وروابط المعماريين، وخبراء الآثار، والمثقفين، فضلا عن الرموز السياسية، إلى أن تتكاتف جهودهم للعمل على وقف آلة الهدم الجارية، وبيان بشاعة الجريمة التي تنفذها في حق القاهرة، ومستقبل مصر الحضاري.

 

صهيب عبد المقصود 

المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الإثنين 12 صفر 1445 هــ؛ الموافق 28 أغسطس 2023 م

أضف تعليقك