تمر علينا اليوم ذكرى استشهاد الرئيس المصري محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً، في أول اختبار حر لإرادة الشعب بعد ثورة يناير المجيدة. تمر الذكرى حزينة أليمة، ليس على جماعة الإخوان المسلمون وحدهم باعتباره أحد قادتها، ولكن- أيضاً- على الملايين من شعب مصر، ومن أحرار العالم الذين آمنوا بحق الشعوب فى الحرية والسيادة، وتمنوا الخير لمصر وشعبها.
وفى ذكرى رحيلك سيادة الرئيس نترحم عليك بمآثرك، وقد مضيت إلى ربك صامداً راضياً محتسباً، بعد حياة حافلة بالعطاء والجهاد، وكان بوسعك أن ترفل في نعيم السلطة، أو تعطي الدنية، لتسلم وتنعم، لكنك آثرت ما عند الله تعالى، فمضيت طاهر اليد مرفوع الهامة. وضربت على طريق العدل والحرية مثلاً سيذكره التاريخ في سجل من ضحوا من أجل تحرير إرادة شعوبهم.
رحم الله الرئيس الشهيد، الرجل القرآني العفيف الورع المتواضع، والذى عاش مجاهداً من أجل رفعة دينه ووطنه، وقد عرفه الناس عالماً متميزاً، وبرلمانياً يقظاً، ثم رئيساً عادلاً لكل المصريين. عزز الشراكة السياسية، ومد يده للجميع، وأطلق الحريات، وتصدى لهموم المواطن، سعيا لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاة.
في ذكرى استشهادك، دائما سنذكر بكل الفخر مآثرك، ليس لأنك معصوم -حاش لله-، فلا عصمة إلا لنبي، ولكن لأنك استفرغت الوسع، ولم تخن الأمانة. حسبك أنك ما تركت السلطة في نزال سياسي شريف، وبأدوات السياسة، ولكن تحت سطو آلة الحرب في غير ميدانها، قهرتك وسجنتك وسحقت أنصارك، وتجبرت في الأرض ظلماً وعلواً.
وعزاؤنا أن الآخرة وحدها هي موعد للفصل، وموعد للجزاء كذلك، حيث ما عند الله من الرضا والمتاع لعباده الصالحين. فهنيئاً لك الشهادة.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} سورة الشعراء الآية 227
الدكتور صلاح عبدالحق
القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
السبت 28 ذو القعدة 1444هــ؛ الموافق 17 يونيو 2023م
أضف تعليقك