خلق الله الخلق وأرسل لهم من يبصرهم بطريق الحق فأرسل الرسل والنبيين وجاء من بعدهم المصلحين ليحملوا راية الحق في كل عصر ومصر وليحموا الناس من ضلالات الباطل، ولا يموت الحق بموت أحد العلماء أو المصلحين.
والأستاذ إبراهيم منير الذي عرف الحق منذ صغره وأوذي في سبيله بالاعتقال والمطاردة والمحن وظل طيلة 85 عاما مجاهدا عاملا مبتغيا بذلك وجه ربه.
لقد خرج بدينه بعد سنوات من السجن دون أن يلين أو يركن الدنيا أو الراحة، لكن انطلق به في ميادين عدة، وأوصل صوت الحركة الإسلامية إلى كثير من المؤسسات الغربية والدولية، وكان نعم المحامي المدافع عن حقيقة الحركة الإسلامية وأهدافها ومبادئها وكان له دور في وقف حملات التشويه التي كانت تشن عليها من بعض الأقلام الغربية والشرقية.
كما حمل إبراهيم منير الإسلام وقاد الحركة الإسلامية لفترات بوسطية واعتدال وعمد إلى تجميع القلوب والصفوف والسير بالدعوة وسط أمواج متلاطمة من المحن والتشويه والتشكيك.
والأستاذ إبراهيم منير أحمد مصطفى صاحب مسيرة دعوية كبيرة تحت راية جماعة الإخوان، فقد ولد في ١ يونيو ١٩٣٧م بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية بمصر، حيث تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952م وعمل فترة في المؤسسة الزراعية، كما حصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة عام1964 قبل أن يعتقل عام 1965م وعمل محاميا بعد تخرجه.
مع الإخوان
تعرف إبراهيم منير على جماعة الإخوان المسلمين في وقت مبكر من شبابه عام 1951م. وبعدما وقعت حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م تم اعتقاله مع من اعتقل فيما عرف بتنظيم التمويل في شهر فبراير عام 1955 وتمت محاكمته عسكريا وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات وتم الإفراج عنه عام 1962م.
لكن لم يدوم به المقام في خارج السجن كثيرا حتى تم اعتقاله في تنظيم 1965م، وتم محاكمته عسكريا وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات وتم الإفراج عنه عام 1974، وبعدما خرج سافر للخليج عام 1976م.
الانتقال للخارج
كان واحدا من الذين أسسوا رابطة الإخوان المسلمين بالخارج عام 1982 (تنظيم الإخوان المصريين خارج مصر).
حصل على اللجوء إلى بريطانيا عام 1985م، وهناك نشط في العمل الإسلامي حيث أسس عدد من المراكز الإسلامية.
انتخب عضوا لمجلس الشورى العام للجماعة عام 1992م، وفي اجتماع مجلس الشورى العام يوم الخميس من شهر يناير عام 1995م تم انتخاب الأستاذ إبراهيم منير عضوا بمكتب الإرشاد عن الخارج. كما اختير كأمين للتنظيم الدولي للإخوان ومتحدث باسم الإخوان المسلمين بأوروبا ومشرف عام على موقع رسالة الإخوان.
اختير نائبًا للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عام 2015، كما تم اختياره قائما بأعمال المرشد العام بعد اعتقال الدكتور محمود عزت في أغسطس 2020م.
وقام بتمثيل جماعة الإخوان المسلمين عام (2017 – 2016) أمام الجهات الرسمية لكل من (المملكة المتحدة – الولايات المتحدة الأمريكية) ثم مجلس العموم البريطاني أثناء التحري عن تأثير فكر الجماعة وعملها في الساحات المحلية والإقليمية والدولية.
محنته
تعرض الأستاذ إبراهيم منير إلى الاعتقال عدة مرات منذ أن كان شابا حيث تم اعتقاله في فبراير 1955م ضمن تنظيم التمويل الذي كان يقوم برعاية أسر المعتقلين وحكم عليه بـ 5 سنوات.
كما اعتقل ضمن تنظيم سيد قطب عام 1965م وقدم للمحاكمة والتي حكمت عليه بالسجن لمدة 10 سنوات قضاها في السجن وخرج عام 1974م.
كما أن نظام مبارك قدمه للمحاكمة في قضية التنظيم الدولي حملت رقم 284 حصر أمن دولة عليا عام 2009، وحكمت عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، ثم صدر قرار بالعفو عنه من الرئيس محمد مرسى، في أغسطس 2012.
في سبتمبر 2021، أحالت النيابة العامة بمصر كل من إبراهيم منير غيابيا، وعبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمود عزت و23 متهما حضوريا في القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ التجمع الخامس إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، وحكم عليه غيابياً عام 2022 بالأشغال الشاقة المؤبدة، صادر من محكمة أمن الدولة المصرية. كما وضع على قوائم الإرهاب المصرية بعد أحداث عام 2013.
أضف تعليقك