وثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، بعض الملابسات التي صاحبت اعتقال رجل الأعمال خالد العدوي، وذلك منذ اعتقاله لمدة 17 يوما حتى إعلان وفاته ودفنه.
وذكرت الشبكة أن خالد حسين سعد العدوي، رجل أعمال يبلغ من العمر 51 عاما ومن مواليد 23 فبراير 1970، كان يملك ويدير مصنع بانشو للملابس الجاهزة بالكوم الأخضر بمحافظة الجيزة، وأب لخمسة أطفال.
وأضافت الشبكة أن قوة أمنية قامت باعتقال خالد من مكان عمله مساء يوم 16 يوليو 2021، وتم ايداعه مقر جهاز الأمن الوطني بالشيخ زايد في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة يوم 17 يوليو، وهو مغطى العينين ومقيدا بالأصفاد من الخلف.
تعذيب بالأمن الوطني
تعرض العدوي للاستجواب والضرب، والتعذيب بالكهرباء في أماكن حساسة من جسده، إضافة إلى الضرب بالعصي، والتعليق، والإهانة اللفظية.
وبحسب مصادر للشبكة المصرية فإن من أشرف على تعذيبه داخل جهاز مقر الدولة بالشيخ زايد منذ اعتقاله مساء يوم 16 يوليو 2021 كل من:
1- ضابط الأمن الوطني عمر، واسمه الحركي عبد الرحمن
2-الضابط شريف، واسمه الحر كي أحمد
3- أمين الشرطة أحمد حنفي
ونوهت الشبكة أنه بعد مرور بعض الوقت تدهورت حالته الصحية نتيجة التعذيب، ورغم إصابته بقيء وإسهال شديدين، وطلبه العرض على الطبيب عدة مرات، رفضت جميع طلباته حتى سقط وأصبح مهددا بالموت، ليتم نقله إلى إحدى المستشفيات في حراسة الأمن.
ووفق مصادر تحدثت للشبكة فقد تم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا في التجمع الخامس يوم 27 يوليو، وكان في حالة صحية سيئة.
وأصدرت النيابة قرارا بحبسه 15 يوما على ذمة إحدى القضايا، عوضا عن إخلاء سبيله أو تحويله للعلاج بإحدى المستشفيات تحت حراسة الشرطة.
أما عن ملابسات الوفاة فأكدت الشبكة أن قرار إرساله لحجز قسم شرطة العمرانية بالجيزة كان بمثابة حكم بالإعدام، نظرا للتكدس الشديد، وسوء حالة الزنزانة، وسوء التنفس، وانعدام الهواء النقي، إضافة إلى التدخين الكثيف، وافتقاد المكان لأدنى معايير أو مقومات الحياة، لتزداد حالته الصحية سوءا، ويلفظ أنفاسه الأخيرة داخل محبسه بقسم شرطة العمرانية، ويتم إبلاغ أسرته بوفاته يوم 2 أغسطس، ودفنه في مسقط رأسه بأسيوط يوم 3 أغسطس الماضي.
وتابعت الشبكة أنه وكالعادة، بحسب ما ورد في تقرير شهادة الوفاة والذي يخرج بناء على أوامر مباشرة من وزراة الداخلية، كان سبب الوفاة هبوط في الدورة الدموية، وكذلك الفشل الكلوي، رغم وضوح آثار التعذيب القاسي على جسده، والتي أغفلها تقرير الوفاة تماما ولم يتطرق إليها بأي حال من الأحوال.
معتقل سابق
يذكر أن رجال الأعمال المتوفي سبق اعتقاله مساء 5 أغسطس 2014 أثناء تواجده بميدان الجيزة، ليقضي فترة من الحبس الاحتياطي، قبل أن يتم إخلاء سبيله.
من ناحيتها، أكدت الشبكة المصرية أن تدهور الحالة الصحية السريع للمعتقل خالد العدوي، والذي تسبب في وفاته لاحقا جاء بسبب التعذيب الشديد، وافتقار مقر أمن الدولة بالشيخ زايد بمدينة 6 اكتوبر -غير الرسمي- للرقابة والمحاسبة، ولأدنى مقومات الحماية.
وشددت الشبكة على أن ما حدث له يعد جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، حيث لا يمكن تفسير احتجاز مواطن بشكل غير رسمي وفي أماكن غير رسمية وإخفائه قسرا، وتعذيبه، وكذلك منعه من حقه الأصيل في الحصول على حريته، وحقه في العلاج والدواء المناسب، مما تسبب بشكل مباشر في وفاته.
ورغم علم ومعرفة النائب العام المصري بالانتهاكات الخطيرة التي تجري بمقر أمن الدولة بالشيخ زايد، واتخاذ السلطات الأمنية له كمقر للاحتجاز غير القانوني، وهو ما أكدته التقارير الحقوقية الكثيرة، إلا أن هذا المقر لا يخضع -كغيره من المقرات الأمنية- لأدنى درجات المراقبة والمحاسبة، ولايزال من تورط في تعذيب المعتقل ووفاته، ومن أشرف وأعطى أوامر التعذيب يمارسون أعمالهم وحياتهم الطبيعية دون خوف من حساب أو عقاب، في ظل تغييب متعمد لمواد الدستور والقانون.
أضف تعليقك