طالبت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (داون) الحقوقية الدولية الإدارة الأمريكية بالكشف عما تخفيه من معلومات عن جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، خاصة بعدما ظهرت أدلة جديدة على تورط مصري في الجريمة، وتدريب أمريكي حصلت عليه فرقة الاغتيال.
وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ومنظمة "داون" عبر موقعها الإلكتروني، اتهمت سارة ويتسن المديرة التنفيذية للمنظمة إدارة الرئيس الأمريكي "جون بايدن" بـ"إخفاء معلومات حساسة عن جريمة قتل خاشقجي"، رغم أنها "تفاخرت بشأن شفافيتها عندما أصدرت ملخصا من صفحتين لتقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية يخلص إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بارتكاب الجريمة".
وقالت إنه "ظهر أمران جديدان حول جريمة قتل خاشقجي بما في ذلك أن 4 أعضاء من فرقة القتل التابعة لبن سلمان، المعروفة باسم فرقة النمر تلقوا تدريبات شبه عسكرية في الولايات المتحدة، وأنه يُزعم أن مصر قدمت لهم السم القاتل الذي استخدموه لقتل خاشقجي".
وأضافت: "يبدو أن ما خفي أعظم فيما يخص المعلومات التي لا تزال طي الكتمان في هذه القضية".
وتساءلت مستنكرة: "مَن غير الدولة السعودية متورط في هذه الجريمة؟ ما الذي كان يعرفه المسؤولون الأمريكيون، وما الذي تعرفه إدارة بايدن أيضا ولكنها لا تخبرنا به؟".
وتابعت: "هل سيستجوبون الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة ونائب وزير دفاعها الحالي، خلال لقاءاتهم معه في زيارته الحالية إلى واشنطن، حول دوره في جريمة القتل، بما في ذلك سجلات تواصلاته مع خاشقجي؟".
ولفتت منظمة "داون" إلى أن تقرير المقررة الخاصة المعنية بعمليات القتل خارج نطاق القانون "أجنيس كالامارد" "كشف في وقت سابق أن الطائرة التي أقلت العديد من أعضاء فرقة القتل السعودية توقفت في القاهرة في طريق عودتها من إسطنبول بعد مقتل خاشقجي".
"لكن المعلومات على أن هذه الفرقة توقفت في القاهرة قبل التوجه إلى مكان وقوع جريمة القتل لأخذ السم (المستخدم في قتل خاشقجي) لم تظهر إلا هذا الشهر"، في تحقيق أجرته شبكة "ياهو نيوز" الإخبارية الأمريكية.
واعتبرت المنظمة أنه "من المؤكد أن التوقف في القاهرة يدعم الأدلة الكثيرة على أن السعوديين خططوا لجريمة قتل خاشقجي منذ البداية، على الرغم من أن الأشخاص الذين قاموا بالتنسيق لتسليم السم في الحكومة المصرية لا يزالون غير معروفين".
كما لفتت إلى أن تقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت أن مجموعة "Tier 1"، وهي شركة مقاولات أمنية أمريكية (يعمل بها مسؤولون عسكريون أمريكيون سابقون) "قدمت تدريبات عسكرية، بموافقة الحكومة الأمريكية، لـ4 من أفراد من فرقة النمر قبل عام واحد فقط من جريمة القتل".
وذكرت "داون" أن الرئيس "بايدن" تحدث عدة مرات عن محاسبة قتلة "خاشقجي"، حتى أنه وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء مبيعات الأسلحة للسعودية، "لكن إدارته لم ترفض فقط معاقبة بن سلمان -المهندس الرئيسي لجريمة القتل- بل استمرت في مبيعات الأسلحة إلى السعودية تحت اسم الأسلحة الدفاعية، ويبدو أنها الآن تخفي معلومات حساسة عن جريمة قتل خاشقجي".
وأضافت: "في حين أن الإدارة تفاخرت بشأن شفافيتها عندما أصدرت ملخصا من صفحتين لتقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية يخلص إلى أن بن سلمان أمر بارتكاب الجريمة، إلا أنها لا تزال ترفض، في دعوى قضائية قائمة ضد مجتمع الاستخبارات الأمريكي، نشر السجلات المتوفرة لوكالة المخابرات المركزية (السي آي إيه) المتعلقة بجريمة القتل، ويشمل ذلك هويات المسؤولين والتسجيلات الصوتية للجريمة في القنصلية السعودية في إسطنبول والتي قدمتها لهم المخابرات التركية".
كما رفضت الإدارة، في دعوى ثانية، نشر الوثائق التي تم طلبها من وكالات المخابرات الأمريكية بشأن الأشخاص الذين كانوا على علم بخطط قتل "خاشقجي" في الحكومة الأمريكية، وما يعرفونه حول ذلك وما إذا كانوا قد فكروا في تحذيره، وهذا الأمر واجب بحسب القانون؛ لأنه كان مقيما في الولايات المتحدة.
واعتبرت "داون" أنه "من الصعب جدا تصديق أن المسؤولين الأمريكيين لم يكونوا يراقبون عن كثب القتلة السعوديين الذين دربتهم الولايات المتحدة".
ورات أنه "بغض النظر عن البيانات العرضية التي تصدر بين الفينة والأخرى عن وزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان والقيم والديمقراطية، فإن الرسالة التي تلقّاها الطغاة الذين يحكمون هذين البلدين من واشنطن هي أنه لا داعي للقلق من حدوث تغيير جذري، فلا تزال الولايات المتحدة تساندهم، بغض النظر عن مدى فظاعة استمرارهم في ترهيب مواطنيهم".
لكنها أكدت أن "هناك واجبا مطلقا على إدارة بايدن لحماية الناس في الولايات المتحدة من الهجمات المستهدفة في الخارج، مثل المؤامرة السعودية لاستدراج خاشقجي من واشنطن إلى إسطنبول لقتله، ومحاولات أخرى لا حصر لها للتجسس على منتقدي السعودية في الولايات المتحدة واختطافهم منذ ذلك الحين".
وقالت: "نحتاج إلى معرفة ما يعرفه المسؤولون الأمريكيون عن مؤامرة قتل خاشقجي، ومن هم هؤلاء المسؤولون ولماذا فشلوا في تحذيره".
ومنظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (داون) هي منظمة حقوقية غير حكومية مقرها واشنطن، وتضم مجموعة من المحللين والباحثين والمحامين والناشطين الذين يهدفون إلى تحقيق رؤية "جمال خاشقجي" في المساعدة على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أضف تعليقك