ثبت يقيناً أن حقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب ما هي إلا مجرد أكذوبة لتحقيق مصالحه على حساب انتهاكات حقوق الإنسان في بلادنا العربية والإسلامية مِنْ خلال مَنْ نصَّبهم وكلاء له، يكملون الأدوار التى بدأها لتدمير بلاد الإسلام .
المرأة السورية التي تستغيث من هول القصف والبراميل المتفجرة التى يلقيها النظام على الشعب السوري الشقيق، والحصار الذى يفرضه النظام المستبد على الشعب المطحون ...
هذه المرأة الجائعة أطلقت نداء استغاثة لإنقاذها وأطفالها.
إنها صرخة امرأة تعيش في قرية بيت سحم بدمشق المحاصرة من قبل قوات نظام الأسد الدموي .. ناشدت منظمات حقوق الحيوان بدلاً من المنظمات الإنسانية قائلة: '' لو أنكم لا تروننا كبشر .. عاملونا وكأننا حيوانات".
المرأة السورية تريد أن تقول أين دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية أين قيم الغرب فى العدل والحرية والتسامح والتعايش ؟!!
هذه المسكينة المغلوبة على أمرها لاتعرف أن حقوق الإنسان مجرد أكذوبة مارسها الغرب على الشعوب المستضغفة، وأن حقوق الإنسان عند الغرب تعني حقوق الشواذ و المرتدين المتمردين على القيم والأخلاق والأسرة والدين والعقيدة !!
وإلا فالغرب يستخدم حقوق الإنسان كورقة ضغط لابتزاز الأمم الضعيفة والمستكينة ، ويغض الطرف فى المقابل عن سائر الانتهاكات التى تتم بحق الشعوب ، طالما أن الحكومات العميلة تحقق له مصالحه .
الغرب الذي يبيع أسلحة القمع والقهر للحكومات العميلة المستبدة لقمع شعوبها المطالبة بالحرية والديمقراطية في الوقت الذي تحظى فيه هذه الحكومات بمساندة غربية !!.
لأن مصالحه فوق قِيَمِهِ التي يتغنى بها .
وذلك بالرغم من أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تضمن العديد من المواد والبنود الخاصة بالحقوق والحريات؛ فالمادة 3 تنص على أنه : "لكل فرد الحق فى الحياة والحرِية وفي الأمان على شخصه" .
وتنص المادة 5 على: "لا يجوز إخضاعُ أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو الحاطَّة بالكرامة" .
والمادة 9 تنص على: "لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفيا"
وتنص المادة 14 على: "لكل فرد حق التماس ملجأ في بلدان أخرى والتمتع به خلاصاً من الاضطهاد".
وتنص المادة 19 على:"لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ، ويشمل هذا الحق حرِيته في اعتناق الآراء دون مضايقة ، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود" .
ولذلك يعتبر الإخلال بهذه المواد أو بعضها إخلالاً بهذه الحقوق التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فى الوقت الذى يمنع فيه الإنسان العربي المسلم من التنقل والسفر ويضيق عليه .. نجد أن للحيوان في أوروبا الحق فى حرية التنقل مع صاحبه، ويشترط القانون أن يكون لهذا الحيوان جواز سفر تدون به كل المعلومات الخاصة به، من حيث عمره واللقاحات التي أخذها والطبيب البيطري الذي يتابع معه !! .
لكن للأسف العالم الذي وضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أصبح مجرد متفرج على ما يحدث من انتهاكات للحقوق والحريات.
وكأن العالم لايشاهد مايقوم به الجيش الصهيوني من إذلال وقتل وتهجير للفلسطينيين، وتدمير لبيوتهم، أو تدمير بغداد وقتل وتشريد الآلاف من أهلها، ومن دمشق إلى اليمن إلى مصر من خلال السجون والمعتقلات والإخفاء القسرى .
الغرب يهتم بحقوق الحيوان ليس لذات الحيوان طبعاً، ولكن نكاية فى العرب والمسلمين فقد نشرت صحيفة "اليوم السابع الإلكترونية" في يوم الخميس الموافق 18 نوفمبر2010 نقلاً عن صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" : احتجاج نُشطاء حقوق الحيوان على الطريقة التي يتمُّ بها معاملة الماشية التي تُذبح في عيد الأضحى، وزعمهم أنَّ التجار والجزَّارين يعاملون الحيوانات بطريقة وحشيَّة، وكذلك دعوة إحدى المنظمات الأستراليَّة لحقوق الحيوان الحكومة الأسترالية لوقْف بيع الحيوانات لدول الشرق الأوسط ، وادِّعاؤهم أنَّ عيد الأضحى أصبحَ يمثِّل أسوأ وقتٍ للحيوانات بالشرق الأوسط .
وقد سار على نهج الغرب فى جعل حقوق الحيوان ذات أولوية عندهم بعض المستغربين من أمثال فاطمة ناعوت ومحمود شمام والأسواني وأمين الزاوي وغيرهم .
فقد قالت ناعوت : "أهول مذبحة يرتكبها الإنسان كل عام منذ 10 قرون". تسخر من شعيرة الأضحية قائلة: "مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمناً لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفاً ولا نعجة ولا جدياً ولا عنزة".
وقال الكاتب الجزائري ”أمين الزاوي”، الذى نشر مقالاً تهكمياً في إحدى الصحف الناطقة بالفرنسية بعنوان "البدوية الإسلامية… الجزائر العاصمة وكباشها ":" من فضلكم أوقفوا هذا البدو الإسلامي الذي يهدد مدننا".
أما علاء الأسواني فقد قال : "منظر الدماء والذبح للحيوانات بهذه الهمجية يتنافى مع معايير الأخلاق والسمو والإنسانية وكفانا جهل!! مشهد ذبح الأضحية يتنافى مع كل القيم الإنسانية السمحاء!!
وذهب محمود شمام فى التهكم والسخرية من الأضحية : " تذبح الخروف اللي ربيته مع عيالك. تشقه من المنتصف لينتزع المعلاق" .
وكل هؤلاء لم يهولهم منظر الدم المهراق فى فلسطين والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان والبوسنة والشيشان والأويجور والروهينجا ومالي ورابعة والنهضة .. إلخ جريا وراء أسيادهم!!
وعندما ارتدَّت فتاة سودانية قامت سفارات دول أوروبا بالتواصل مع وزارة الخارجية السودانية ، للضغط عليها من أجل الإفراج عن تلك الفتاة التي تنصَّرت ، وهددت بفرض عقوبات دولية ضد السودان واتهم النظام كله بالإرهاب وقمع الحريات ، حتى اضطر السودان للإفراج عنها تحت بند حرية الأديان في الدستور السوداني!
والشابة "رهف القنون" المرتدة السعودية التى هربت من أسرتها وأعلنت ارتدادها عن الإسلام وذهبت إلى كندا كان فى استقبالها فى مطار تورونتو .. وزيرة الخارجية الكندية كريستينا فريلاند .
وفى مقابل حقوق الحيوان والدفاع عن المرتدين والشواذ نرى ازدواجية المعايير الغربية فى أحط صورها من خلال موقف الغرب الباهت من أحكام الإعدام في مصر التى تصدر ضد علماء وشباب مصر الأطهار والذين مارسوا الديمقراطية من خلال حزب سياسي وفازوا في كل الاستحقاقات الانتخابية ، واليوم يعلقون على أعواد المشانق لأنهم ليسوا أبرار المرتدة السودانية، ولا رهف القنون المرتدة السعودية، ولا كلثم حظي الناشط العراقي فى الدفاع عن حقوق المثليين الذى استقبله ولى العهد النرويجي .
ولكن للأسف لم نسمع صوتاً لمسئول غربي يشجب أو يستنكر هذه الأحكام الظالمة الانتقامية، ولسان حالهم ومقالهم يعلن: أن حقوق الإنسان للشواذ والمرتدين فقط!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
أضف تعليقك