• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
Apr 14 21 at 02:40 PM

بقلم.. عزالدين الكومي

فوجئتُ بأن هناك فرحة عارمة تسود الأوساط الإعلامية وذبابها الإلكتروني في مصر والخليج؛ لوقف برنامجي "معتز مطر" و "محمد ناصر".  ومن يتابع إعلام مسيلمة الكذاب في محور الشر المعروف يرى عجبا، حتى أنني ظننت أن قوات جيشنا الباسل حطمت سد النهضة؛ فتدفقت المياه على مصر والسودان وامتلأت بحيرة ناصر بالمياه.
ولكني تابعت الأخبار هنا وهناك؛ لأقف على حقيقة الأمر، فلم أجد إلا أن إثيوبيا متعنتة، ولا تعير المفاوضات العبثية حول سد النهضة أدنى اهتمام . 
فقلت في نفسي: لعل جيشنا الباسل استرد جزيرتي تيران وصنافير، تنفيذا لأحكام القضاء الذى حكم بمصرية الجزيرتين، فلم أجد أيضاً شيئاً من هذا القبيل .
فقلت: ربما أن جيشنا الباسل قرر إيقاف تصدير الغاز للكيان الصهيوني، تنفيذا لوصية الراحل إبراهيم يسري الذي ظل ينافح حتى آخر لحظة من حياته لوقف تصدير الغاز للكيان الصهيوني، فلم أجد إلا إعلانات عن البط من مزارع جيشنا الباسل سيتم عرضه خلال شهر رمضان !! 
فقلت: ربما جيشنا الباسل قرر إلغاء اتفاقية إعادة ترسيم الحدود مع اليونان والحصول على حقوق مصر كاملة، فلم أجد أيضاً شيئاً من ذلك .
فقلت: ربما تكون دولة الإمارات الشقيقة استردت جزرها الثلاث أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المحتلة من قبل  إيران ، قالوا معاذ الله أن يفعلوا ذلك!!
فقلت: أخبروني إذن .. علام الأفراح والليالي الملاح في إعلام مسيلمة الكذاب؟ 
فقالوا: لقد انتصرنا أخيرا ! 
فقلت: أفيدوني أكثر يرحمكم الله ؟!!
فقالوا: لقد تم إيقاف برنامج "مع معتز" الذى يقدمه الإعلامي معتز مطر، وبرنامج "مصر النهاردة" الذي يقدمه الإعلامي  محمد ناصر !!! وقريبا قنوات الإخوان في تركيا ستذيع أغنية تسلم الإيادى!!
ومن هنا نعلم أن في شبه الدولة يكون إسكات صوت معارض _ لايملك سوى الكلمة_ نصراً حاسماً لشبه الدولة هذه .!! 
أليس  الأحرى بالنظام الانقلابي الفاشل أن يبحث عن انتصارات حقيقية في مواجهة أزمة سد النهضة مثلاً، أو وقف القروض، أو إيقاف حالة الانهيار الاقتصادي، أوإيقاف التدهور في  ملفات الصحة والتعليم، بدلاً من السعي  لإسكات المعارضين؟؟ .
وكأنه بإيقاف برنامج "معتز مطر"  ومحمد ناصر .. سوف تتحسن أحوال الشعب المعيشية، وسيتطور التعليم والصحة، وستحل مشكلة سد النهضة !!
ومن وجهة نظري المتواضعة فإن وضع برنامج "مع معتز" و"مصر النهارده " على طاولة مفاوضات بين دولتين بحجم مصر وتركيا نقطة نجاح تحسب للمعارضة في الخارج على الرغم من ضعف إمكانياتها .
فالنظم الديكتاتورية لايعنيها مصلحة شعوبها أو رخاؤها، ولكن لايعنيها سوى إسكات أصوات المعارضين الذين يفضحون جرائم النظام وفساده، فضلاً عن الدور الذي تلعبه في رفع الوعي لدى الشعب المسكين .
فالكلمة الحرة التي تصدر من إعلامي حر لايملك سوى قلمه أوصوته .. تعد خطرا حقيقيا يهدد نظاما يمتلك عشرات بل مئات من وسائل الإعلام، فضلا عن ترسانات أسلحة بمليارات الدولارات . 
وقد روج الإعلام الانقلابي المأجور لمقولة: أن مذيعي  قنوات الإخوان – على حد زعمهم –  سيكونون في قبضة النظام قريباً، بل ذهب بعض المتيمين بحب الطاغية إلى القول بأن قنوات المعارضة في تركيا ستتحول لقنوات طبخ وفنون وأسرة وكرتون للأطفال  .
أما قناة "العبرية" – العربية – والمعروفة بكذبها، فقد زعمت بأن قيادات الإخوان "قيد الإقامة الجبرية"، ومطالبة آخرين منهم بـ”توقيع وثيقة أمنية” مقابل البقاء على أراضيها، ومفاوضات تشمل ترحيل قيادات إخوانية . 
هكذا فرح هؤلاء المغفلون بتكميم أفواه إعلام المعارضة لأنها أفسدت عليهم  مؤامراتهم لتغييب وعي الشعب ونسيان كارثة سد النهضة، وظناً منهم أنهم قد انتصروا على قنوات المعارضة  .
وظن هؤلاء الحمقى أنه بإيقاف برنامج وإسكات صوت مذيع  ستصفو لهم الدنيا ليبثوا أكاذيبهم وشذوذهم الفكري والعقلي . 
لكن هيهات هيهات أن يحدث ذلك في ظل "السوشيال ميديا" والفضاء المفتوح !!
هكذا اعتقد نظام الانقلاب أن أكبر خطر بالنسبة له ليس سد النهضة الذي يهدد حياة المصريين .. ولكن مايشغل النظام ويؤرقه، ويقض مضجعه، فهو إعلامي مطارد ضغط عليه النظام باعتقال والده، أو والدته، أو إخوته وأقاربه، ولايملك مدفعا ولا دبابة، بل لايملك سوى الكلمة .
لكن ماذا نصنع لهؤلاء الحمقى الذين يعيشون بعقلية إعلام الحقبة الناصرية إعلام النكسة؟؟ . 
يحسب لمعتز وناصر وغيرهما من الأصوات الحرة أنهم هزموا نظام الانقلاب ومدينته الإعلامية وكتائبه الإلكترونية، بشهادة وزير خارجية الانقلاب الذى قال بكل صراحة ووضوح مقرا بالفشل الإعلامي للنظام الانقلابي : نحتاج لآلة إعلامية نافذة تستطيع أن تصل للآخرين وتكون مؤثرة وهذا يحتاج لجهد وإمكانات" و" إن هناك آلة إعلامية قوية من التنظيمات الإرهابية، وبالأخص جماعة الإخوان، تستهدف الاستقرار في مصر، و ليس من صالحهم إظهار الإيجابيات في مصر".
فالنظام الانقلابي يحرص على  أن يسكت كل صوت حر في أي مكان، ويعلنها صريحة: إذا أردت أن تحيا فلا تنتقد، ولا تعارض، ولا تتكلم ، حتى لو كنت خارج حدود الوطن !!
وما أصدق قول الشاعر الثائر  حين قال :
ألاَ لا تسألاني ما دهانـي
فعن أى الحوادث تســـألانِ
بكيت وما على نفسي 
ولكـن على وطنٍ مضامٍ مستهان
على  وطن عجيف ليس يقوى
 على نوَبٍ  مسلسلة سمِـــان . 
لك الله يامصر …

أضف تعليقك