بيان التحالف الوطني بشأن الكوارث المتتالية فى مصر

التحالف الوطني لدعم الشرعية

الأربعاء 31 مارس 2021

حصاد الانقلاب .. الجنوح والسقوط والانهيار والدماء

لم تكن الكوارث التى عاشتها مصرنا الحبيبة تحت حكم  العسكر إلا نتيجة طبيعية لهوان البلاد والعباد على النظام العسكري، واستمرار وقوع الكوارث، فسادا، واستهتارا من النظام على شعب لم يجد من يحنو عليه من أباطرة الفساد، وانعدام الكفاءة وتجاهل اقتحام مشاكل البلاد الحقيقة وتحقيق حتى ولو القليل من النجاحات فى توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لعموم  أبناء الوطن .

فذهبت الطغمة الحاكمة من منطق الجهل( تسخر من أهمية دراسات الجدوى ) ومن عقلية المرابى ( الذى يفضل وضع المليارات فى البنوك لجنى فوائد) تحديدا؛ وهذا من سخرية القدر على تنمية قطاع النقل لاسيما السكة الحديد .

ولا شك أن التسلط على أرزاق البسطاء من الناس الذين قضوا أعمارهم وزهرات شبابهم لتوفير مسكن مناسب يُؤويهم وأولادهم حيث عجزت الدولة عن توفير مساكن لهم ومن ثم مطالبتهم بضرائب باهظة أو الاستيلاء على تلك المساكن بدعوى عدم الحصول على تراخيص بناء فى الوقت التى حصلت فيه السلطة نفسها وأجهزة الدولةومجالسها المحلية مبالغ طائلة فى مقابل توفير البنية الأساسية للخدمات فى تلك المساكن، وهذا من أشد الظلم ومن مهازل الحكم .

وبسبب هذا الفساد، وبسبب الاستهانة بأرواح الناس ومقدراتهم، يحترق بناء المريوطية، وتسقط عمارة جسر السويس، ولم تعد مقولة أن الفساد للركب فى المحليات ( على حد قول زكريا عزمى أحد أهم رموز فساد عصر مبارك ) تكفى لتوصيف الواقع الآن فالفساد والتوحش والجهل واللامبالاة قابع هناك فى الإتحادية كابوس يطبق على أنفاس الوطن .

ولم تكن حادثة جنوح السفينة "إيفر جيفين" إلا أبلغ دليل على الإهمال والجهل وانعدام الرؤية واللامبالاة فى صيانة مرفق القناة، بعدما أنفق المليارات فى مشروع التفريعة من دون جدوى او فائدة، اللهم إلا لقطات بهلوانية جمعت قائد الانقلاب مع رعاته وكفلائه فى عرض مسرحى، اعترف قائد الانقلاب بعدها أن التفريعة كانت لرفع الروح المعنوية للشعب!!؟  وضاعت مساهمات المواطنين البسطاء الذين انخدعوا بما يروجه إعلام العسكر .

فلو كان هناك حنوا على الشعب مانهبت أموالهم بغرض رفع روحهم المعنوية؛ فتلك أفعال الحواة ومهرجى السيرك، ولو كان هناك إحساس حقيقي بالمسئولية لما أهملت أعمال صيانة مجرى القناة، ولتم توفير المعدات اللازمة لعلاج مثل هذه الحوادث؛ فقناة السويس تمثل شريان الحياة الاقتصادى الذى ينبغي إهماله أو التفريط فيه، كما فرط هذا النظام ذاته فى شريان حياته المائى الآخر والأغلى؛ النيل.

وأخيرا، هذا هو حصاد الانقلاب، وهذه إمكاناته، ومآلات حكمه، أمس، واليوم، وغدا.

حفظ الله مصر وشعبها، وأنجاها الله من الجنوح والسقوط والتسلط .

وسوف تعود مصر لأهلها وتسترد قرارها وعافيتها وكرامتها قريبا بإذن الله.

التحالف الوطني لدعم الشرعية

الأربعاء ١٨ شعبان ١٤٤٢هـ

الموافق ٣١ مارس ٢٠٢١