تسبب "خطأ إداري" بسبب ترجمة رسائل واردة من موسكو" خطأ، في ارتباك بين سلطتي الطيران في مصر وروسيا، طاول الشركات أيضاً، وذلك بسبب التصريحات التي أدلى بها أشرف نوير، رئيس سلطة الطيران المدني المصرية، وهو المسئول الثاني في القطاع بعد وزير الطيران محمد منار عنبة، يوم الخميس الماضي.
وتحدث نوير عن موافقة مصر لشركة "نورد ويند" الروسية، على القيام بأربع رحلات جوية أسبوعياً، بواقع رحلتين إلى الغردقة ورحلتين إلى شرم الشيخ، وذلك بعد موافقة السلطات الروسية، على عودة السياحة إلى شرم الشيخ والغردقة، التي توقفت منذ حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء نهاية أكتوبر 2015.
وأوقعت روسيا مصر في حرج كبير بعد صدور تلك التصريحات، إذ قالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية في موسكو، إنّ "قرار تسيير الرحلات العارضة لم يصدر حتى الآن".
كما قال نائب رئيس "رابطة مشغلي الرحلات السياحية في روسيا"، دميتري جورين، إنه لم ترد حتى الآن أي معلومات رسمية من الجانب الروسي أو المصري بشأن افتتاح برنامج طيران من المدن الروسية إلى المنتجعات المصرية في الغردقة وشرم الشيخ.
وكشفت صحيفة العربي الجديد تفاصيل الخطأ الذي تسبب في هذا الارتباك، موضحةً أنّ الشركة الروسية الخاصة "نورد ويند"، أرسلت مذكرة للقاهرة تطلب فيها تحديد جدول للرحلات العارضة، إلى كل من مطاري شرم الشيخ والغردقة، ابتداء من 28 مارس المقبل، بغية حجز أولوية للشركة على حساب باقي الشركات الروسية، بناءً على معلومات إيجابية تلقتها الشركة من مصادرها في موسكو.
الأمر الذي فُسّر على عجالة من قبل مكتب رئيس سلطة الطيران المدني أشرف نوير، بأن موسكو قد سمحت للشركات بمخاطبة القاهرة بشأن استئناف الرحلات، وهو ما كان يطابق التوقعات المصرية، التي سبق ونشر "العربي الجديد" تفاصيلها في العاشر من الشهر الحالي.
إذ كشفت مصادر في وزارة الطيران المدني المصرية، أن فريق التفتيش الروسي الذي زار جميع مطارات مصر مطلع الشهر، قد غادر بانطباعات إيجابية، وأبلغ المسؤولين المصريين عن تقديم توصيات إيجابية بشأن قرب عودة الطيران الروسي المباشر إلى منتجعات البحر الأحمر، بعد دراسة الوضع الأمني والفني بمطاري شرم الشيخ والغردقة تحديداً.
ونظراً لرغبة المصريين في إنعاش مجال السياحة المتضرر بشدة بسبب جائحة كورونا، أعلن رئيس سلطة الطيران المدني، عن استئناف الرحلات بشكل متعجل "تلقى عليه توبيخاً شديد اللهجة، ليس فقط من وزير الطيران، ولكن أيضاً من مسؤولين آخرين أكبر"، بحسب المصادر التي لم تحدد هوية هؤلاء المسؤولين.
وبلغت الأزمة مداها بتلقي السلطة رسائل عدة من شركات سياحية محلية وروسية للاستفسار عن مواعيد الرحلات المرتقبة، ثمّ تلقت مصر خطاباً رسمياً من روسيا يتساءل عن سبب وسند الإعلان المتعجل عن استئناف الرحلات.
وأضافت المصادر أنّ هناك احتمالين حالياً للتعامل المشترك مع ما تبقى من وقت قبل حسم مسألة عودة الرحلات، والذي سيكون على الأرجح بالتزامن مع الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى مصر، في إطار جولة بالمنطقة الشهر المقبل، سواء باتخاذ القرار المرضي لمصر أو تأجيله.
أضف تعليقك