بقلم.. محمد عبدالقدوس
المرحومة (عيب) كانت قائدة ورائدة فى زمن الآباء والأجداد..
حكمت العلاقات بالذوق ووضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة.
تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء وتقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة من أحرف.
تحياتي لأكاديمية (عيب) التي خرجت زوجات صابرات صنعن مجتمعات الذوق والاحترام وتخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة فى الشهامة والرجولة.
أبجديات (عيب) جامعة بحد ذاتها وحروفها المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف.
بحروفك يا كلمة (عيب) قدَّر الصغير الكبير واحترم الجار جاره وتداولنا صلة الأرحام بمحبة وشوق.
كان الأب يقف ويقول (عيب) عمك ، خالك جارك ، سلِّم صافح سامح.
كان يقول للبنت (عيب) لا ترفعي صوتك (عيب) لا تلبسي كذا ، فتربين البنات على الحشمة والستر والأدب والعفاف.
وتربى الشباب على غض البصر (عيب) لا تنظر للنساء.
(عيب) لا ترفع صوتك بوجه أستاذك.
لا تهزأ من المسن.
وتربى الصغار على (عيب) لا تنقلوا سر الجار والدار.
(عيب) كانت منبرا وخطبة يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة لم يكونوا خطباء ولا دعاة أو مفتين وإنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة.
كلمة (عيب) ثُرْنا عليها ذات يوم عندما قلنا علمونا *العيب* قبل ( الحرام ) وتمردنا عليها ظنا منا أننا سنعلّم الجيل بطريقة أفضل ، فأخذنا الحرام سيفا بدون (عيب) فنشأ جيل جديد لم يفلح فى غرس كلمة (عيب) ولا شقيقتها الكبرى (حرام) في التفاهم مع سلوكياته أو مع التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة (عيب) وانتهت من قاموس التربية.
تحياتي من القلب للمرحومة كلمة (عيب).
ولكل الأجداد والآباء الذين استطاعوا أن يجدوا كلمة واحدة يبنوا بها أجيالا تعرف الأدب والتقدير والاحترام .. في الوقت الذي أخفقت محاولتنا بكل أبجديات التربية المتطورة.
أضف تعليقك