نظمت القوى الوطنية المصرية مؤتمرا بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة يناير المجيدة شاركت فيه نخبة من الرموز الوطنية في مقدمتهم مدحت الحداد عضو مجلس الشوري العام لجماعة الإخوان المسلمين، وأيمن نور زعيم حزب غد الثورة ومحمود فتحي مؤسس تيار الأمة، والإعلامي محمد ناصر.
قال المهندس مدحت الحداد، عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن جمعة الغضب كانت اليوم الرئيسي للثورة المصرية المباركة، يوم أن تظاهر في الشارع في القاهرة والإسكندرية والسويس وباقي المحافظات الشعب المصري بكل طوائفه من الإخوان المسلمين واليساريين والليبراليين والمستقلين وكل الوطنيين من أبناء الشعب يطالبون في هتاف واحد "الشعب يريد إسقاط النظام".
وأضاف "الحداد" أن جحافل الشرطة المدججة بالسلاح سقطت أمام جموع الشباب وهتافاتهم الهادرة وحاولت الدولة العميقة بكل إمكاناتها لتهدئة الأوضاع الملتهبة وخرج المخلوع يوم الثلاثاء 1 نوفمبر في محاولة أخيرة لاسترضاء الجماهير بعد 30 سنة من الإذلال والتزوير وانتهاك الحرمات.
وأوضح أنه في اليوم التالي كانت موقعة الجمل يوم الأربعاء 2 نوفمبر والتي تصدى فيها المصريون في ميدان التحرير لجحافل المهاجمين والبلطجية فكان ذلك إيذانا بمغادرة المخلوع لقصر الرئاسة في 11 فبراير 2011.
وأشار "الحداد" إلى أن ما يحدث اليوم في مصر من ظلم وسجن وقتل وتشريد ومصادرة للأموال والممتلكات لا يمكن أن يستمر لأنه ضد ناموس الكون، ومن ظن أن هناك ظلما يستمر فقد أساء الأدب مع الله، مضيفا أنه بخلاف جرائم الانقلاب العسكري بحق الثوار فقد عمد إلى تدمير البنية الاجتماعية بتقسيم الناس إلى فرق وطوائف وشيع وتدمير البنية الأخلاقية بتزيين الباطل والحض على الرذائل والمنكرات وتدمير البنية السياسية بحل الأحزاب وتجميدها وإعلاء الصوت الواحد والرأي الواحد وتدمير البنية الاقتصادية ونشر الفساد المالي والإداري وتعميق الطبقية واستحواذ فئة قليلة على ثروات البلاد دون باقي الشعب وإغراق الشعب في ديون لا قبل له بها.
ومن جانبه أشار الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، إن ثورة يناير بدأت بعدد من القوى والحركات الثورية وبعض الأحزاب ويوم 28 دخلت هذه القوى بكامل ثقلها إلى ميدان الثورة، مضيفا أن يوم 28 له دلالة خاصة؛ لأنه الذي اجتمعت فيه الجماعة الوطنية بكامل أطيافها تحت شعار واحد هو "الشعب يريد إسقاط النظام".
وأضاف "نور"، في كلمته خلال المؤتمر، أن التغيير قادم لا محالة، وأن كل الأنظمة الاستبدادية وآخرها نظام مبارك كان يدعي القوة حتى الساعات الأخيرة، لافتا إلى أهمية عدم اليأس وإدراك أن التغيير قادم سواء بجهدنا ونجاحنا أو بفشل الثورة المضادة والانقلاب الذي فشل في كل المسارات.
وأوضح أن مجلة "إيكونوميست" قالت في تقرير لها إن الوضع الاقتصادي في مصر 2024 سيكون مأساويا، مضيفا أن كل الأرقام التي ذكرها رئيس حكومة السيسي في برلمان العسكر كاذبة وكذلك معدلات التنمية، كما أن الدين المحلي فاق التوقعات والحدود الآمنة.
وأشار أيمن نور إلى أن الدين العام تجاوز 110 %، وارتفع الدين الخارجي من 43 مليار دولار إلى 120 مليار دولار، وهو ما يؤكد أن مصر تنهار اقتصاديا، كما أن التعليم يحتل المرتبة الأخيرة من بين 140 دولة، وتحتل مصر ذيل القائمة في مؤشر الشفافية.
كما لفت إلى أن الأمن القومي لمصر أصبح مهددا في الشرق، مضيفا أن فشل المنقلب في سيناء كان كارثيا وتآمريا وما زالت تنزف دما كل يوم، وكذلك في الغرب بعد مرور 10 سنوات على الحرب في ليبيا بعد أن تم الزج بالجيش المصري للقتال بجانب مليشيات حفتر، وأيضا في الجنوب بات الخطر يهدد مصر كلها بسبب سد النهضة الإثيوبي. موجها رسالة لشركاء ثورة يناير قائلا: "الشعب الذي يريد أن يطمئن لمسار التغيير يحتاج منكم الكثير من مقومات التطمين لمستقبل مصر بعد التغيير، نريد شراكة وطنية واضحة وبناء رؤية لنظام حكم قادم سواء في المرحلة الانتقالية أو بعدها، نريد أن يطمئن الشعب المصري أن التغيير سينقذه مما آلت إليه الأوضاع في مصر وأن التغيير ليس قفزة في الهواء، ونريد للقوى الوطنية أنه لا سبيل ولا مخرج من هذه الأزمة غير اصطفاف وطني حقيقي".
من جانبه قال المهندس محمود فتحي، عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية، مؤسس تيار الأمة، إن ما يمارسه نظام السيسي ليس ظلما أو فسادا أو رغبة في الحكم بل هو خيانة مع سبق الإصرار والترصد.
وأضاف فتحي أن قتل الآلاف في الشوارع والميادين واعتقال عشرات الآلاف وبناء عشرات السجون وتضييع مياه النيل وتهجير أهالي سيناء وتفجير بيوتهم وتضييع غاز شرق المتوسط وإرهاق مصر في الديون ورهن قرار مصر واستقلالها الوطني لدويلات أخرى وإضاعة مصر وتاريخها وحاضرها ومستقبل شبابها هو خيانة مع سبق الإصرار والترصد.
وأوضح فتحي أن السيسي ليس فشلا في إدارة ملفات مصر بل ناجح تماما في الوصول بمصر إلى سيناريو الدولة لفاشلة الذي جاء من أجله، مضيفا أنه في الذكرى العاشرة لثورة يناير واستجابة للمطالبات الشعبية تعمل القوى الوطنية على مشروع اصطفاف وطني سيخرج إلى النور قريبا.
وأشار فتحي إلى أن جميع القوى والتيارات والشخصيات عقدت اجتماعات وتم وضع أوراق عمل للوصول إلى ما يرضي الشعب المصري ويطالب به، مضيفا أن بناء اتحاد ومظلة وطنية جامعة لتكون قيادة سياسية وشعبية في الداخل والخارج هو أمر حتمي ولازم وواجب وطني وشرعي لتقود هذه المظلة الجامعة معركة الوعي والأمل والعمل.
واختتم حديثه قائلا: "إن هذه الثورة حلم وأمل، حلم في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والنهضة والاستقلال والحضارة ومستقبل شعبنا وأولادنا.. وحلمنا رافض يموت".
أضف تعليقك