اعتبرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية، اليوم السبت، أن المصالحة الخليجية ضربة لقائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسي"، لا سيما أنها تأتي في وقت حساس، وهو اقتراب تقلد الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" السلطة رسميا، بعد أقل من أسبوعين.
وقالت الصحيفة إن "السيسي غاب عن قمة الخليج في السعودية للتصالح مع قطر، وأرسل وزير الخارجية سامح شكري، الذي رحب بالاتفاق بعبارات فاترة".
وأشارت إلى أن غياب "السيسي" يشير إلى أنه "غير راضٍ عن بنود المصالحة، التي اعتبرها تنازلا مفرطا لصالح الدوحة، وانتهاكا لمصالح القاهرة، وغضب من إلغاء مطلب إغلاق قناة الجزيرة، ووقف دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين".
وأضافت الصحيفة أن "موقف مصر من قناة الجزيرة ما زال كما هو لم يتغير منذ استيلاء السيسي على السلطة في 2013، وحرب الاستنزاف التي يخوضها ضد جماعة الإخوان المسلمين".
وأوضحت أنه "من خلال توقيع اتفاقيات التطبيع بين أبوظبي والكيان الصهيوني، لم يكن السيسي في دائرة الاستشارات التي قادها ولي العهد محمد بن زايد؛ لأنه لم يكن متحمسا للمبادرة الإماراتية".
عدم تحمس "السيسي" للتطبيع، أرجعته الصحيفة، إلى أنه أراد أن "يكون صاحب أقوى تحركات سياسية مع الصهاينة، وخشي أن يُسقط الاتفاق وصاية مصر على الحالة الصهيونية، وأن تظهر الإمارات كواحة للسلام".
الصحيفة ذكرت، أيضا، أن "السيسي ظهر غاضبا من سلوك الإمارات المستقل عنه في تطبيع العلاقات مع الصهاينة، وبذل عناء لإخفاء شعوره بالراحة، صحيح أنه أول من رحب بالاتفاق، لكنه امتنع عن إرسال سفير لواشنطن لحضور حفل التوقيع، مما أكد عدم وجود مؤشرات لتصحيح الخلافات بين السيسي وبن زايد، خاصة أنهما اختلفا بشأن الحرب في ليبيا؛ لأن الجبهة الليبية تشكل تهديدا لأمن القاهرة القومي".
وتابعت أن أبوظبي "تسعى للحد من توسيع مصر لدائرة نفوذها في المنطقة؛ لمواجهة ما تراه استيلاء الإمارات على الفضاء العربي، يتعلق بتدخلها في القرن الأفريقي؛ حيث توسطت الإمارات في اتفاق المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا في 2018، كما تعمل على تعزيز التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل، بما يثير مخاوف مصر أن تصبح أفريقيا قاعدة استخبارات إسرائيلية".
وأشارت إلى أن "القاهرة حاولت إقناع السودان بدعم إقليم تيجراي في الصراع الداخلي في إثيوبيا، وطالبت أبوظبي بالضغط على أديس أبابا بشأن قضية سد النهضة، وممارسة نفوذها الاقتصادي لحمل إثيوبيا لقبول مطالبهم، لكن الإمارات لم تفعل ما يكفي في هذا الشأن لصالح مصر".
وتتخوف مصر والسودان من إضرار سد النهضة الإثيوبي بنصيبها من المياه وتسعى للتوصل لاتفاق شأنه، فيما تصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم.
أضف تعليقك