• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

نشر الكاتب البريطاني الشهير، ديفيد هيرست، مقالا في موقع "ميدل إيست آي"، تحت عنوان كيف أصبح سد النهضة الإثيوبي نكبة مصر؟ تحدث فيه عن كيفية تحول سد النهضة الإثيوبي إلى نكبة مصرية، مشددا على أن مسؤولية هذه الكارثة يتحملها رئيس الانقلاب "عبد الفتاح السيسي"، قائلا: "يمكن أن يؤدي سد النهضة الإثيوبي العظيم إلى تشريد ملايين المصريين، وينبغي أن يحمّل السيسي المسؤولية عن هذه الكارثة الوطنية".

وأضاف أنه تحت رئاسة السيسي، تضاعف دين مصر القومي ثلاثة أضعاف تقريبا منذ عام 2014 من 112 مليار دولار إلى ما يقرب من 321 مليار دولار. وطبقا لتقرير صادر عن الوكالة المركزية للتعبئة الشعبية والإحصاء، وهي مؤسسة رسمية في مصر، فقد وصلت نسبة الفقر إلى 32.5% في عام 2019، بعد أن كانت 27.8% في عام 2015، بينما وصلت نسبة الفقر المدقع إلى 6.2%، بعد أن كانت 5.3% في تلك الفترة الزمنية ذاتها.

وأشار إلى تزايد عدد السكان في مصر، الذي تجاوز مؤخرا حاجز 100 مليون، بمعدل مليون كل 6 شهور، وهي نسبة تتوقع الأمم المتحدة أن تؤدي إلى شح في المياه خلال 5 أعوام من الآن، حتى من دون السد، مضيفا أن 80% من المياه التي تصل مصر تأتي من إثيوبيا. وكانت الجمعية الجغرافية في أمريكا قد تنبأت في مايو من عام 2017 أن البلد سيعاني من نقص بمعدل 25% من حصته السنوية من المياه إذا ما تم ملء الخزان خلال خمسة إلى سبعة أعوام. 

ونشرت وكالة رويترز في عام 2018 تقريرا، جاء فيه أن 17% من الأراضي الزراعية في مصر سوف تدمر إذا ما ملأت إثيوبيا الخزان في ست سنين، وسترتفع النسبة إلى 51% إذا تم الملء في ثلاث سنين. ويتوقع الخبراء المصريون أن ينجم عن ذلك تدمير 75% من مزارع السمك، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تشريد ما يصل إلى 30 مليون نسمة، أي ثلث عدد السكان. إذا ما كان ثمة شيء يمكن أن يطلق عليه عبارة أزمة قومية، فإنها اللحظة التي يبدأ عندها الانخفاض الطويل والنهائي لمستوى المياه في النيل. 

وأشار إلى مواقف السيسي الهزلية حيال السد، ففي عام 2015، وقّع زعماء كل من مصر والسودان وإثيوبيا اتفاقية "مبدئية" ثلاثية خلال احتفال التوقيع، قال رئيس وزراء إثيوبيا هيلامريام ديزاليغن بكل جدية: "أود التأكيد على أن بناء سد النهضة لن يسبب أي ضرر لدولنا الثلاث، خاصة للشعب المصري." فأجاب السيسي: "هذه اتفاقية إطار، وسوف يتم استكمالها. لقد اخترنا التعاون، وأين يثق كل منا بالآخر من أجل التنمية."

وتم تكرار ذلك، عندما طلب السيسي في عام 2018 من رئيس الوزراء الإثيوب الجديد آبي أحمد أن يعيد من ورائه باللغة العربية "والله، والله لن أضر مياه مصر". وقف السيسي يضحك ويصفق، بينما كان آبي يتلفظ بكلمات لم يكن يفهمها، فهو لا يتكلم العربية، فكانت النتيجة التراكمية للتصريحات التي لم تكن تنوي إنفاذها حصول إثيوبيا على الضوء الأخضر للمضي قدما في تنفيذ المشروع. خمس سنوات أخرى ضاعت، وما لبث السد بعدها أن أصبح واقعا على الأرض.

ولفت الانتباه إلى الموقف العسكري المصري حيال ليبيا، تزامنا مع التخاذل في إيجاد حل لأزمة السد قائلا: "بينما سعى السيسي إلى تحويل الأنظار بعيدا عن الحدث -مثل تهديده بأن يرسل القوات إلى ليبيا لمواجهة حكومة طرابلس المدعومة من قبل تركيا- شكل ملء الخزان ضربة هائلة لزعم الجيش المصري بأنهم حماة الدولة. يتعرض الجيش للتجاهل والتهميش، وقد كشف عجزه الجار الأفريقي الأقوى والأكثر ثقة بنفسه".

أضف تعليقك