"يعاني المستشفى من عجز في المطهرات والأقنعة المضادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وهو ما يجعل بيئة العمل صعبة للغاية"... هكذا استهل الطبيب محمد بمستشفى دار السلام الحكومي بالقاهرة، حديثه للجزيرة نت، مؤكدا أنه يضطر مثل غيره من الأطباء والممرضين إلى شراء الأقنعة الواقية على نفقته الخاصة، هذا إن وجدوها في الصيدليات.
ويستنكر محمد قيام الدولة بتقديم نحو مليون ونصف مليون كمامة بالمعايير الأوروبية لإيطاليا، وهو ما فعلته سابقا مع الصين، في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات المصرية من عجز كبير في هذه المستلزمات، واصفا تلك الإجراءات بـ "المستفزة وغير المسؤولة" والتي تكشف عن جهل واضح وسوء إدارة.
ويضيف الطبيب الشاب أن الوضع بات أكثر صعوبة في ظل إصابة العشرات من الأطباء والممرضين داخل المستشفيات المصرية، بسبب عدم جاهزيتها لاستقبال مرضى كورونا ونقص المستلزمات الطبية، مشددا على ضرورة توفير الحماية للفرق الطبية لأنهم الجبهة الأولى لمكافحة انتقال العدوى في الشارع المصري.
كلمات محمد تعبر عن حالة واسعة من الغضب بين أوساط الأطباء والطواقم الطبية في مصر، الذي يظهر في صورة مظاهرات مستمرة للمطالبة بتوفير الحماية لهم، كما لجأ بعض الأطباء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لشرح المشاكل التي تواجههم أثناء أداء عملهم، وفي مقدمتها غياب وسائل السلامة كالأقنعة والقفازات الطبية.
وتتوالى الإصابات داخل "الجيش الأبيض" في مصر، حيث جاءت أحدث الأخبار اليوم الخميس عبر مصادر طبية كشفت للجزيرة عن إصابة 22 من الطاقم الطبي في مستشفى الزيتون التخصصي بالقاهرة بفيروس كورونا.
وأثناء توجهها إلى مستشفى العزل في العجوزة بمحافظة الجيزة، قالت الممرضة التي تعمل بمستشفى "مبرة مصر القديمة"، إنها حاولت أكثر من مرة إبلاغ مدير المستشفى بظهور أعراض كورونا عليها لأنها تعاملت مع حالة كانت حاملة للفيروس.
كما تم الكشف عن 21 حالة إصابة بين الأطباء والمرضى واختصاصيي الأشعة بمستشفى صدر دنكرس بمحافظة الدقهلية، ومنهم الدكتور محمد رمضان الذي كشف عن إصابته بالمرض في مقطع فيديو.
والأسبوع الماضي، أصيب العشرات من الطواقم الطبية والعاملين في معهد الأورام بالقاهرة، مما استدعى تعليق العمل داخل المعهد الذي شهد حريقا كارثيا أواخر العام الماضي.
كما أعلنت مستشفيات جامعتي عين شمس والأزهر ظهور حالات إصابة بين طواقمهما. وقبل أسبوعين توفي طبيب التحاليل أحمد اللواح بفيروس كورونا.
ومنذ أسبوعين فرضت مصر حظر تجول وعلقت الدراسة والصلوات في المساجد والكنائس لمنع تفشي كورونا، إلا أن الحكومة خفضت ساعات الحظر أمس رغم توقعات بزيادة عدد الإصابات، مما أثار غضب الناشطين.
وأعلنت وزارة الصحة أن إجمالي العدد المسجل في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأربعاء بلغ 1560 حالة، من ضمنها 305 حالات شفيت وخرجت من مستشفى العزل، و103 حالات وفاة.
وأضاف أن "التشكيك في جهود الدولة وبياناتها عن أزمة كورونا تأتي من جانب الأشرار الذين لن تنتهي مواجهتنا معهم".
وجاءت تصريحات السيسي خلال كلمة بثها التلفزيون المصري أثناء تفقده العناصر والمعدات والأطقم التابعة للقوات المسلحة المخصصة لمعاونة القطاع المدني في مكافحة انتشار وباء كورونا، حيث غمز من قناة المعارضة ولمّح خصوصا لجماعة الإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها الرئيس الراحل محمد مرسي الذي انقلب عليه السيسي عام 2013 عندما كان وزيرا للدفاع.
وأضاف "مواجهتنا مستمرة مع هذه العناصر وهذا الفصيل الشرير، وبالمناسبة المواجهة لن تنتهي أو تقبلوا بأن يكونوا جزءا من الدولة مرة أخرى، ثم ماذا يفعلون معكم؟ يهادنونكم 3 أو 4 سنوات حتى يقوموا بتنظيم أنفسهم من جديد، ثم ترونهم موجودين مثلما حدث خلال الـ 60 سنة الماضية".
وتابع "يجب أن نتحلى بالوعي اللازم أمام محاولات التشكيك في قدرتنا على مواجهة التحديات" داعيا هيئة الإمداد والتموين لمضاعفة حجم الاحتياطي الإستراتيجي خلال الفترة المقبلة.
أضف تعليقك