قالت مجموعة العمل الوطني المصري، التي تضم شخصيات معارضة في الداخل والخارج، إنها تمد يدها لكل "مخلص في وطننا يرى ضرورة تضافر كل الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن أدخلتنا سياسات خاطئة في نفق مظلم سيدفع الوطن ثمنه باهظا"، مؤكدة أن "مصر مُقبلة على كارثة، ويجب أن يعمل الجميع على تقليل آثارها".
وأضافت، في بيان لها، أن "هذا ليس وقت الانتقام، ولا لنظرية إفناء الخصوم التي أثبتت فشلا على مدار التاريخ، وفي حالات مشابهة لما تمر به بلادنا".
وعبّرت مجموعة العمل الوطني عن تضامنها مع النداءات التي أطلقتها شخصيات عامة ومؤسسات عدة تدعو إلى "تضافر كل الجهود من أجل تقليل الآثار المرتقبة لوباء كورونا الذي يجتاح العالم، ولا يعلم مدته ولا حجمه إلا الله".
وتابعت: "لا يخفى على أحد أن كل دول العالم بما فيها أقوى الدول اقتصاديا أصبحت تخشى الكساد الاقتصادي الذي دخلت فيه بالفعل، وبدأت آثاره المباشرة بفقدان ملايين الوظائف وفرص العمل، وتقويض الاستثمار والسياحة عالميا، وما سيفرضه من انخفاض شديد في معدلات النمو وتحول إلى انكماش، وربما يستغرق هذا الركود شهورا طويلة بعد انقضاء الوباء ليعود الاقتصاد إلى سابق عهده إن أمكن".
وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة، مساء الأحد، فقد بلغ إجمالي المصابين في مصر 1173 حالة من ضمنهم 247 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و78 حالة وفاة.
وأشارت مجموعة العمل الوطني إلى أن "الأمر لا يقتصر فقط على الاقتصاد سواء بشقيه الحكومي أو الخاص، بل يتعدى ذلك في ظل عدم قدرة المنظومات الصحية على التصدي للأعداد الكبيرة من المصابين، والتي ما زالت ترتفع بشكل مطّرد في بلدنا".
وأردفت: "للأسف، ونتيجة لإدارة خاطئة لملف في غاية الخطوة، تستقبل مصر في الخريف القادم كارثة أخرى تتمثل في بدء ملء خزان سد النهضة الجديد في إثيوبيا، بدون أن يتم التوصل إلى اتفاق على آليات واضحة لملء الخزان حتى لا يكون الأثر كارثيا على مصر، وللأسف فإن كل تصريحات الطرف الإثيوبي تؤكد عدم اكتراثه بالوصول لاتفاق لكونه في وضع تفاوضي مريح بعد أن كاد البناء أن يكتمل، خاصة مع انشغال العالم، وخاصة أمريكا التي كانت راعية للحوار بين البلدين، في التعامل مع جائحة الكورونا".
واستطردت قائلة إن "الأثر المباشر لملء الخزان بهذه الطريقة هو خسارة مصر لنسبة كبيرة قد تصل إلى نصف المساحة المنزرعة، مع كارثة أخرى تتمثل في فقدان ملايين الوظائف والاعتماد على الخارج في توفير الغذاء في وقت يتجه العالم إلى عدم تصدير منتجات أساسية منها الزراعية والطبية أثناء وجود خطر الوباء العالمي".
وشدّدت مجموعة العمل الوطني على أن "ما هو محدق بمصر كارثي بكل معنى الكلمة، ولا داعي لأن ندفن رؤوسنا في الرمال ونحن على بعد خطوات فقط من هذه الكوارث، فلن تنفع سياسات التطمين أو إلقاء اللوم على خصوم سياسيين لم يكونوا طرفا في إدارة هذه الأزمات طوال الأعوام الماضية".
وأكدت على "ضرورة ووجوب أن يُقدم النظام على طرح رؤيته وخطط عمله بشكل شفاف، وأن يتوقف عن مواجهة هذه الكوارث بالعصا الأمنية التي لم تجد نفعا، ولم تؤد إلا إلى خروج أغلب منظمات العمل الأهلي والمخلصين من أبناء مصر عن العمل العام الذي له أشد الاحتياج اليوم".
ولفتت إلى أن "السجون المصرية ممتلئة بمئات وآلاف من الأطباء المصريين والشباب النابغ المختفي الآن عن ساحة خدمة الوطن بتهم ملفقة لأسباب سياسية بحتة، فكيف لا يستفيد منهم الوطن اليوم؟ إن عدم الإفراج عنهم وطرح الخصومات السياسية جانبا هو هدر وتفريط في حياة آلاف المصريين المهددين بالموت، نظرا للنقص الشديد في أعداد الأطباء، بينما يقبع الآلاف من أبناء الوطن خلف القضبان بدلا من أن يكونوا في خدمة الشعب اليوم".
واختتمت مجموعة العمل الوطني بقولها: "نتمنى أن يتعاطى النظام بجدية هذه المرة ويطلق سراح المسجونين، وأن يطرح رؤية وخطط عمل عاجلة لإدارة هذه الكارثة يعمل فيها الجميع لمصلحة الشعب والوطن".
وفي 30 كانون ديسمبر 2019، أعلنت شخصيات مصرية معارضة عن تدشين "مجموعة العمل الوطني المصري" التي قالوا إنها تضم "فريقا من السياسيين داخل وخارج مصر، من شتى الأطياف السياسية المصرية، وبتمثيل يجمع بين ذوي الخبرة السياسية الواسعة والشباب الواعد".
وأشارت المجموعة، التي يتحدث باسمها المرشح الرئاسي الأسبق وزعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، إلى أنها "سوف تقوم بالتعبير عن الموقف السياسي من مختلف القضايا كلما اقتضت الضرورة واضعين نصب أعيننا الإجماع الشعبي"، آملين أن نعبر بأمانة وصدق عن ثوابت شعبنا ورفضه للممارسات القمعية، وتطلعه للتغيير الجذري والشامل للأوضاع الكارثية التي تتعرض لها مصرنا العزيزة".
أضف تعليقك