بقلم.. محمد عبدالقدس
العالم كله يعاني من بلاء كورونا، وفي بلادي اضطروا إلى فرض حظر التجول بعدما بلغ عدد الإصابات المئات، توفي منهم أكثر من عشرين شخصا. وطالبت العديد من منظمات الإنسان بالإفراج عن سجناء الرأي والجنائيين الذين لا يشكلون خطورة على المجتمع؛ لأن اكتظاظ السجون المصرية- وعددها 64 سجنًا- مصيبة في ظل هذا الوباء، لا فرق بين مسجون وسجان.
وفي هذا التوقيت خرجت رسالة خطيرة من سجن العقرب، أسوأ السجون المصرية، تتحدث عن البلاوي التي تحدث.. وإليك نصها:
“منذ حوالي أسبوع بدأت الأعراض في الظهور على كثير منّا.. سعال، وارتفاع درجات الحرارة، ورشح، والتهاب بالرئتين، ودبّت حالة من الفزع والرعب بين الجميع، واهتم الجميع بكتابة وصيته، ونحن كما كنّا منذ 6 أشهر لم نخرج من غرفنا بعد حرماننا من التريض لنبقى في هذه الغرف الضيقة بلا تهوية، لا نرى الشمس منذ 6 أشهر، ولا يُفتح علينا باب، ولا يدخل علينا هواء، بلا أدوات نظافة أو مطهرات.
استغاثاتنا بإدارة السجن والمسئولين كي يدركونا “قبل فوات الأوان، قُوبلت بتجاهل رهيب مُتعمد، ولم يحركوا ساكنا؛ فلم يعرض أحد منا على مستشفى، ولا جاء طبيب للاطلاع علينا أو فُحص أحد منا، وسادت حالة من الخوف والرعب بين الضباط والمخبرين حتى الأطباء، الجميع يخشى دخول العنابر أو حتى الحديث معنا.
عندما طلبنا مقابلة مفتش المباحث (سجن العقرب) أحمد أبو الوفا، ورئيس المباحث محمد شاهين، أرسلا لنا مع الشاويش (أحد أفراد الأمن) قائلين إن الأمر ليس بيدنا، ولا يوجد شيء نستطيع فعله، وهذه تعليمات عُليا صادرة لنا.
منعوا دخول الأدوية، ولا يُسمح لنا بشرائها، مما زاد من سرعة انتشار الوباء بيننا وسط تجاهل وتكتيم من مصلحة السجون ووسائل الإعلام حتى اضطروا إلى إلغاء جلسات المحاكم حتى لا نخرج من المقبرة ويسمع بنا أحد؛ فلم نجد أمامنا إلا أن نوجه صرختنا واستغاثتنا إلى كل منظمات العالم الحقوقية والطبية، وكل من يؤمن بحقنا في الحياة؛ فقد تكون هذه صرختنا الأخيرة: أنقذونا نظام السيسي يقتلنا بكورونا”.
وأقول من عندي: يا رب أغثهم، وساعدنا على تخليص بلادنا من الظلم الذي يحكمنا.
وبقي أن تعلم أن سجن العقرب يضم خيرة أبناء مصر من الإسلاميين، ولذلك تجد الأوضاع في هذا السجن من حيث سوء المعاملة مختلفة عن أي سجن آخر، وهم محرومون من جميع حقوقهم.
أضف تعليقك