• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم عز الدين الكومي

كالعادة يتميز المصريون بخفة الظل، وتحويل الكوارث الطبيعية والبشرية إلى مادة للسخرية والتندر والضحك، فقد زعم أحد المصريين أنه اكتشف علاجًا لفيروس “كورونا”، والعلاج طبيعي واقتصادي وغير مكلف طبعًا. والعلاج هو أن تشرب لمدة يومين متتاليين ماء وعسلا وليمونًا.

وفى اليوم الثالث تشرب فقط ماء وليمونًا، مباشرة يطلع الفيروس يسألك وأين العسل؟ تقوم أنت تضربه على رأسه فيموت، وبذلك نقضي على كورونا والمكرونا في نفس الوقت!.

ومن المعلوم أن مصر سباقة في مجال اكتشاف اللقاحات ضد الفيروسات، فقد سبق أن قدم عبقري زمانه اللواء “عبد العاطى” علاجه الشهير لإنقاذ البشرية من فيروس “سي”، بصوابع الكفتة.

وقد سارت وزيرة صحة الانقلاب على خطى اللواء “عبد العاطى”، فقدمت للمصريين علاجًا لفيروس “كورونا”، حيث صرحت على إحدى فضائيات الانقلاب بأن الحالات المصابة بفيروس كورونا لا تحتاج جميعها إلى مستشفى، ويمكن علاجها بخافض للحرارة ومضادات حيوية.

ولكن الحقيقة أن فيروس كورونا وإعصار “التنين” كشفا عن حجم فساد العسكر وجهلهم ودمارهم للبلاد.

وكم كذب قائد الانقلاب في أكثر من مناسبة، وزعم أنه أنفق 4 تريليونات جنيه على البنية التحتية في مصر.

وقد رأى الشعب بأم عينيه هذه البنى التحتية تتهاوى أمام إعصار “التنين”، والسيول التي أغرقت القاهرة.

وقد تداول نشطاء فيديو لثلاثة شباب تعطّلت سيارتهم، فنزل اثنان لدفع السيارة، ولكنهما صعقا وماتا على الفور على طريق “دائري المريوطية”، وكانت نهايتهم التي فضحت أكاذيب العسكر بهشاشة البنى التحتية، التي ادعوا أنهم أنفقوا عليها 4 تريليونات جنيه. بالتأكيد ذهب معظمها إلى جيوب العسكر، بعد إسناد المشروعات لشركات من الباطن!.

ويكفي لفضح هذا النظام، أن منخفض التنين حوّل شارع النصر في مدينة نصر بالقاهرة إلى مجرى مائي.

وقد اعترف رئيس وزراء الانقلاب بالكارثة، كما اعترف بمصرع 20 شخصاً على مستوى ضحايا التنين، وقال إن حكومته خرجت من هذه التجربة بضرورة تدعيم بعض البنى التحتية في البلاد وفقا للمقتضيات، “نحتاج إلى 4 ترليونات أخرى لتدعيم البنية التحتية”، الشيء لزوم الشيء.

وفى 23 نوفمبر الماضي، صرح قائد الانقلاب، خلال كلمته بمؤتمر “إفريقيا 2019″، بأن مصر أنفقت على البنية التحتية خلال السنوات الماضية، ما يقرب من 4 تريليونات جنيه، بما يعادل (250 مليار دولار).

وقبل مرور أقل من 4 أشهر على تصريحات “قائد الانقلاب” الكاذبة، جاء إعصار التنين ليكشف فضائح العسكر، وأنه لا توجد بنية تحتية ولا شبكات صرف، وتهاوت طرق العسكر، التي طالما تفاخروا بها أمام إعصار التنين.

فقد حدثت تصدعات بالجملة في شبكات الطرق، وانهيارات في بعض الجسور التي أشرف العسكر على تنفيذها.

والطريف أن غرق الشوارع بصورة فجة كان في المناطق الراقية، التي يسكنها العسكر، وبقية المرتزقة والمشخصاتية ومطبلاتية النظام ولاعبى الكرة. ناهيك عن انقطاع الكهرباء والمياه في العاصمة وغيرها من المدن والقرى لساعات طويلة.

وفى فترة حكم الرئيس الشهيد “محمد مرسي”- يرحمه الله – لما وقعت حادثة قطار “الحواتكة” في منفلوط بمحافظة أسيوط، علا نباح الإعلام المأجور، قائلا: “تقيلة عليك الشيلة ما تشلهاش”.

أما اليوم في ظل سطوة النظام الانقلابي، فإن إعلام فاهيتة- وحسب تعليمات المعلم “عباس ترامادول” – كل القنوات الانقلابية كاتبة على الشاشات “احمي نفسك – احمي بلدك!”.

أنا هاحمي نفسى وأحمى بلدي يا إعلام العار. لكن المفروض أن بلدي هي من تقوم بحمايتى!.

وقد خرج قائد الانقلاب يتغنى بقدرة المصريين ومعدنهم النبيل، وبالغ في تقديم الشكر والثناء لأجهزته التنفيذية الفاشلة قائلاً: لقد أثبت المصريون حكومة وشعبا، على مدار الساعات الماضية، قدرتهم القوية ومعدنهم النبيل في التعامل مع الاضطرابات الجوية التي اجتاحت البلاد”.

فقد أدارت الدولة بأجهزتها التنفيذية ومؤسساتها الأمنية مشهدا بالغ التعقيد إزاء ظروف مناخية ليست معهودة على بلادنا.. الشكر كل الشكر للمسئولين والأفراد الذين اقتضت المسئولية منهم متابعة الوضع واحتواء آثاره البالغة، ميدانيا من قلب الحدث”.

وقد قام فرج عامر، عضو برلمان عبد العال، بدور كل من “المطبلاتية” أحمد موسى ومصطفى بكرى، فقدم وصلة تطبيلية، كال خلالها المديح والثناء لقائد الانقلاب، قائلاً: إن الشعب المصري دائمًا في قلب وعقل قائد الانقلاب.

الشعب لا يريد عقل وقلب الفشلة، الشعب يريد زوال هذه الطغمة الفاشلة التي دمرت البلاد وأذلت العباد.

وإذا كان إعصار التنين، قد كشف عن زيف العسكر وفشلهم؛ فقد أظهر الإعصار جوانب مضيئة من شهامة أبناء الشعب المصري، وأصالة أخلاق المصريين وحبهم للخير والتعاون، كما فتحت الباب على مصراعيه لانتقاد النظام الانقلابي، حيث إن إجراءات واستعدادات الحكومة لم تكن كافية لمواجهة الإعصار.

فقد قام عشرات الشباب بعمل حملات على شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم المساعدات للمواطنين، الذين فشلوا في الوصول لمنازلهم، أو المشردين الذين لم يجدوا مكانا يأويهم من مياه الأمطار، وإنقاذ السيارات العالقة في السيول.

كذلك قرر عدد من مطاعم القاهرة بمنطقة وسط البلد والتحرير والسيدة زينب استقبال العالقين في مناطقهم وتقديم وجبات خفيفة لهم والسماح لهم بالمبيت في المطاعم حال كانوا من محافظات أخرى.

أضف تعليقك