قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن ما يزيد على 80 ألف نازح سوري باتوا يعيشون في العراء في طقس متجمد بعد أن فروا من الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على محافظة إدلب آخر معقل للمعارضة السورية.
وأشارت إلى أن ستة أطفال على الأقل لقوا حتفهم في شمالي سوريا بسبب البرد خلال الأيام القليلة الماضية وفقا للجنة الإنقاذ الدولية، كما عثر على عائلة سورية توفي جميع أفرادها وسط الثلوج بعد أن لم تجد مأوى يحميها من زمهرير الشتاء.
وأضافت الصحيفة أن ما لا يقل عن 20 ألف نازح يعيشون تحت الأشجار بعد أن عز المأوى، وأن عدد النازحين من إدلب منذ مطلع شهر ديسمبر الماضي تجاوز 800 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، مما يجعلها أكبر موجة نزوح خلال الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات عديدة.
وأشارت إلى أن حجم الكارثة الإنسانية جراء موجة النزوح هربا من جحيم القصف الذي تتعرض له المحافظة من قبل قوات النظام والطيران الروسي فاق توقعات المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
ودعا مارك كوتس نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأزمة السورية المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل حل الأزمة، ووصف ما يجري في إدلب بالنزوح الجماعي.
وقال كوتس في تصريح أدلى به للصحيفة "لقد طالبنا مرارا وتكرارا في مجلس الأمن بحماية السكان المدنيين"، وتساءل "ما مصير هذا العالم إذا كنا عاجزين عن حماية ثلاثة ملايين مدني -أغلبهم من النساء والأطفال- محاصرين في منطقة حرب؟".
ونقلت الصحيفة عن ميستي باسويل العاملة في لجنة الإنقاذ الدولية القول إن الوضع الإنساني في شمال سوريا كارثي ويزداد سوءا بشكل يفوق التصور.
وأضافت "عندما يفقد الناس بيوتهم ويتعرض أطفالهم للقتل بسبب القصف أو الموت أمام أعينهم بسبب البرد رغم محاولاتهم اليائسة لتوفير الدفء لهم فإننا لا نتحدث عن انهيار الوضع الإنساني في إدلب فحسب، بل عن انهيار الإنسان هناك".
وقالت الصحيفة إن مخيمات النزوح المؤقتة باتت مكتظة بالنازحين وكذلك المساجد والمستشفيات والمدارس التي فتحت أبوابها لتوفير المأوى لآلاف اللاجئين، ولم يعد هناك مكان يؤوي الفارين من جحيم القصف.
أضف تعليقك