قال الدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين: إن ما بقي من آثار دعوة الإمام الشهيد حسن البنا أنها أعادت الإسلام حيًّا غضًا إلى قلوب المسلمين، وأعادت كثيرا من المسلمين إلى صحيح وصريح الإسلام، وأن جماعة الإخوان المسلمين باتت تيارًا فكريًّا كبيرًا، ويحمل هذا الفكر الآن أحزابٌ وجماعاتٌ وهيئاتٌ ومؤسساتٌ وجمعياتٌ تستقي من هذا الفكر، الذي قال فيه الإمام البنا إن دعوتنا إسلامية صميمة، وإن دين الإسلام ينتظم مظاهر الحياة جميعًا .
وأضاف فهمي- في مداخلة هاتفية لقناة “مكملين”- أنه يكفي أن “تليرسون”، وزير الخارجية الأمريكي السابق، حينما كانت هناك محاولات لإدراج الإخوان كجماعة إرهابية قال: كيف نعمل مع ملايين المسلمين في أمريكا والعالم وقد وصلوا إلى الحكومات والبرلمان في البحرين والكويت وتونس والمغرب؟ رغم أن كل هذه الكيانات التي تحدث عنها في هذه البلدان ليست من جماعة الإخوان، لكنه يرى أن هذا التيار يؤكد أن الإسلام صالح للحكم ومناسب للحياة، وهذا من ثمار دعوة الإخوان المسلمين.
وأوضح فهمي أن الإمام البنا بدأ دعوته شابًّا في بداية العشرينات، واهتم كذلك بتكوينه النفسي والروحي والبدني، وكان دائما مشغولا بهموم المسلمين، حتى إنه كان يعرض هذه الدعوة على الوجهاء والكبراء ويخاطب عاطفتهم، حتى تصل الأمور بالجميع إلى حد البكاء، وحين لم يجد البنا من يستطيع أن يحمل هذه الفكرة أسِر بهذه الدعوة إلى 6 من البسطاء عام 1928، وأسس هذه الجماعة، وقال نحن إخوة ونحن مسلمون، إذًا نحن الإخوان المسلمون.
وأشار إلى أن ما قام به البنا أنه أعدّ نفسه ونشر الوعي في المجتمع، وجمع الخلصاء من الرفقاء وابتدأ هذا الطريق، وما يميز البنا عن غيره من المصلحين أنه وضع تصورًا عمليًّا لتطبيق الإسلام في حياة الفرد والبيت والمجتمع والوطن والحكومة والدولة والتواصل مع العالم أجمع، من خلال استقراء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتاريخ المسلمين، وقدَّم هذا النموذج التطبيقي.
ولفت إلى أن الإمام الشهيد دعا إلى تحرير الأوطان من كل سلطان أجنبي سياسيًّا كان أم عسكريًّا أم اقتصاديًّا، ودعا إلى إصلاح الحكومة، وأنها يجب أن تكون خادمة عند الأمة، كما راسل الأمراء والملوك والزعماء وذكَّرهم بمهامهم الكبيرة، وهو أول من دعا الشعب المصري عام 1939 للتجاوب مع أهل فلسطين، ونشر كتاب “فلسطين النار والدمار”.
ونوَّه إلى أن الإمام البنا قُبض عليه، وخلال التحقيق اعترف البنا بأن أوراق كتاب فلسطين النار والدمار تخصه، وعنده منها الآلاف في البيت، فحذره المحقق قائلا “أنت تدين نفسك”، فردد عليه “هذه قضيتي”، وفي نهاية اليوم أفرج عنه.
وأوضح أن البنا ذهب إلى أبعد من ذلك، فاستقبل الحاج أمين الحسيني ووفر له الدعم وجمع له الأموال والأسلحة والرجال من كل الأرجاء، وكان هذا البعث الرشيد في فلسطين.
أضف تعليقك