صاحبي غير متعاطف مع السيسي، لكنه يرى أنه لا جدوى من المعارضة سوى تعريض من ينتقده للخطر، فالحكم البوليسي الجاثم على أنفاسنا لا يتوانى في اعتقال المعارضين، وتلفيق قضايا وهمية لهم، وفي السجون حاليا أساتذة جامعات، والعديد من الشخصيات الوطنية الشهيرة.
وبعدما استمعت جيدًا إلى وجهة نظره، قلت له: كلامك يدخل في دنيا العجائب، وهذا يعني التواكل على الله وليس التوكل عليه!.
فوجئ صديقي بكلامي وقال في سخط: “أنت دخلت في موضوع تاني خالص وتخلط الأوراق ببعضها، أنا أقول لك: خد بالك من الديكتاتور الذي يحكمنا، إنه لن يتوانى عن البطش بكل معارضيه، وأنت تحدثني عن ربنا؟!”.
طلبت من صاحبي أن يستمع لي جيدا، فالتوكل والتواكل في صميم موضوعنا.. كلنا ننتظر معجزة من عند ربنا تنقذنا مما نحن فيه وتخلصنا من المصيبة التي نعيشها!! لكن علينا أن نأخذ بالأسباب في حدود الإمكانيات ولو كانت محدودة، خاصة قول كلمة حق في وجه سلطان جائر، فهذا هو التوكل الصحيح على ربنا.. تبذل ما في وسعك، ثم تترك أمرك إليه سبحانه وتعالى، أما التواكل المرفوض فهو يعني أن تطلب التدخل الإلهي لإنقاذنا دون أن تبذل حضرتك أي جهد بسبب خوفك من النتائج التي قد تترتب على ذلك.
التوكل والتواكل كلمتان متقاربتان جدًّا يفصل بينهما حرف الأف، لكن الفارق بينهما شاسع؛ فالأولى تعني الإيجابية وبذل الجهد، والثانية تعني اليأس والقنوط وإن مفيش فايدة، فلا أمل في التغيير! وهي معانٍ لا يعرفها قاموس كل من يُحب وطنه ويحب ربنا بحق وحقيقي.. أليس كذلك؟
أضف تعليقك