• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

 

بقلم.. عزالدين الكومي

كل من عنده مسحة من عقل، أو بديهيات في الفكر السياسي يعرف لماذا تم تصفية الرئيس الشهيد “محمد مرسى” في محبسه- رحمه الله-.

ومن البديهيات التي لا تحتاج إلى تفكير عميق، لماذا يسجن ويُقتل الإخوان المسلمون، ويطاردون وتُصادر أموالهم ويفصلون من وظائفهم، ويتعرضون لحملة ممنهجة من التشويه المتعمد.

فلم يعد خافيا على كل ذي لب توقيت هذه الحملة التى يقودها النظام الانقلابي العميل للصهاينة!

فقد كانت مواقف الرئيس الشهيد “محمد مرسى”- رحمه الله- مزلزلة ومؤثرة وأرعبت الصهاينة، حين قال: “لن نترك غزة وحدها.. ومصر اليوم مختلفة تمامًا عن مصر الأمس”، إبان العُدوان الصهيوني على غزة في 2012.

وفي العدوان ذاته، وعقب اغتيال الاحتلال للشهيد أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام، قام الرئيس محمد مرسي بسحب السفير المصري من “إسرائيل”، ودعا وزراء الخارجية العرب إلى عقد اجتماع عاجل، كما طالبت مصر بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.

ولم يتوقف مرسي عند حد الكلام، فأرسل رئيس وزرائه هشام قنديل إلى غزة على رأس وفد مصري، يضم عددًا من مساعدي الرئيس ومستشاريه والوزراء. وهو ما فتح المجال لأن تقوم دول عربية وإقليمية أخرى بإيفاد وزراء خارجيتها إلى القطاع.

وبعد انتهاء العُدوان على غزة، أمر بفتح معبر رفح البري في كلا الاتجاهين على مدار الساعة، والسماح لمئات المتضامنين من العرب والأجانب والقوافل الإنسانية والطبية بالوصول إلى المستشفيات الفلسطينية.

ولن ينسى أهل غزة للرئيس مرسي- رحمه الله- قولته الشهيرة: “يا أهل غزة أنتم منا ونحن منكم، ولن نتخلى عنكم”. كما قال كلماته الخالدة: “من يعتدي على غزة كأنما يعتدي على القاهرة”.

وفي حينها قال رئيس حزب “الأصالة”، “إيهاب شيحة”، إن “وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، ظلت لساعات فى قصر الاتحادية فى انتظار لقاء الرئيس الدكتور محمد مرسى، لتخرج فى النهاية بإعلان وقف إطلاق النار والتهدئة بكل شروط المقاومة”.

وما لبث أن توصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يضمن وقف “الاغتيالات والتوغلات الإسرائيلية” وتسهيل تنقلات الفلسطينيين، وذلك بعد أسبوع من العدوان.

فقد تعامل الرئيس مرسي مع قضية العدوان على غزة، من منطلق رجل دولة وزعيم لدولة محورية لها مكانتها على المستوى الإقليمى، كما تعامل مع أبعاد القضية، ومدى ارتباطها بالأمن القومي المصري والعربي، وأنها قضية مصر والعرب والمسلمين الأولى.

وفي كلمته فى الأمم المتحدة بنيويورك، قال الرئيس مرسي- رحمه الله- “إن أولى القضايا التي ينبغي أن يشترك العالم في بذل كل جهد ممكن لتسويتها على أسس العدالة والكرامة هي القضية الفلسطينية”.

وقد كانت القدس حاضرة في خطاباته، فقد قال: “نفوسنا تتوق إلى بيت المقدس، وأقول للمعتدي: خذ من التاريخ الدروس والعِبر، أوقِفوا هذه المهزلة وإراقة الدماء، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة”.

وقال أيضا: “كلنا مقاومون ضد الصهاينة. هؤلاء لا حقَّ لهم لا حق لهم ولا شبر لهم في كامل أرض فلسطين. إياكم أن توافقوا على حل الدولتين.. هذا مكر الصهاينة.. فلسطين دولة واحدة للفلسطينيين، والمجرمون يرحلون”، فلم يخذل فلسطين فكانت المؤامرة عليه بقتله، والتخلص منه لإتمام صفقة العار.

وقد ذكر الشيخ “رائد صلاح”، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن الرئيس محمد مرسي كان يعتزم إطلاق مشاريع لنصرة القدس والأقصى.

وقال: إنّ الرئيس مرسي كان يجري اتصالات للاطمئنان على ما يجري بالمسجد الأقصى المبارك، وفي القدس عامّة.

و”كان هناك إعداد لقطاع واسع من الأئمة حتى يكونوا صوت القدس والأقصى المبارك لبناء تعبوي للجماهير المصرية، وكان هناك إعداد لعدة مؤسسات واعدة مهمة جدا، كلٌّ منها تتولى مهمة من المهمات لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

لذلك قال أحد قادة الكيان الصهيوني: “إن مرسى جعلنا نمشى على أطراف أصابعنا عاما كاملا. ولكن بعد الإطاحة به في انقلاب 3 يوليو المشئوم، لم تتوقف الوفود الصهيونية إلى القاهرة، بشهادة القادة الصهاينة أنفسهم”.

ولا ننسى ما قاله الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أمام أحد قضاة الظلم، بعد قرار “ترامب”، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل: “فلسطين قضيتنا الأولى والأبدية، وقضية الأمة العربية والإسلامية بأكملها”.

وعندما قاطعه قاضى الظلم “حسن فريد”، واتهمه بـ”تخريب مصر”، قال له الدكتور بديع: “الجماعة بريئة من هذه الجرائم، أطلقوا سراحنا ونحن نحرر فلسطين، فهي القضية الأصل، ونحن محبوسون لإتمام البعض لصفقة القرن”.

الكاتب الأمريكي “توماس فريدمان” اليهودي قال في صحيفة “النيويورك تايمز” عن “صفقة القرن”: “بالنظر إلى توقيت إطلاق خطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط، يجب أن أبدأ بالسؤال: هل هذه الخطة تتعلق بدولتين لشعبين أم أنها تتعلق بتضليل واحد لقائدين قذرين؟” (انتهى).

فالإخوان يرفضون “صفقة القرن” لأنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

ويعتبرون صفقة القرن المزعومة نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، ويطالبون الشعوب العربية والإسلامية بالوقوف أمام هذه المخطط المبنى على رؤية يمينية وصهيونية.

أضف تعليقك