بعد ليلة صاخبة شهدت مقتل وإصابة 25 متظاهراً عراقياً في العاصمة بغداد، وإصابة آخرين في كربلاء بسبب استخدام القوات العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المحتجين، شهدت ساحات التظاهر توافداً لافتاً، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم السبت، لتأكيد رفض الممارسات القمعية بحق المتظاهرين.
واكتظت ساحة التحرير في بغداد بآلاف المتظاهرين الذين خرجوا للتنديد بالهجوم الذي شنته قوات مكافحة الشغب ليل الجمعة – السبت على متظاهري جسر السنك القريب من الساحة، والذي أسفر عن مقتل متظاهرَين اثنين، وإصابة 23 آخرين، مؤكدين أن هذا الهجوم يشير بوضوح إلى وجود نية للعودة إلى قمع التظاهرات، بدلاً من الاستجابة لمطالبها.
وأشار متظاهرو بغداد إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً بمظاهر الاحتجاج السلمي، إذا لم تتم تلبية المطالب قبل يوم الاثنين المقبل، مشددين على ضرورة استمرار الطلبة والموظفين بالإضراب عن الدوام.
وفي كربلاء (جنوباً)، التي شهدت احتجاجات ليلية استمرت حتى صباح السبت، نفذت القوات العراقية حملة اعتقالات ضد متظاهرين بذريعة زعزعة الأمن، وتحريض طلبة المدارس والجامعات والموظفين على الإضراب عن الدوام، بينما واصل متظاهرو المدينة اعتصامهم في ساحة التربية.
وشهدت مدينة الغراف بمحافظة ذي قار جنوباً أيضاً، تصعيداً بمظاهر الاحتجاج، بعد خروج مئات المتظاهرين إلى الشوارع، وقيامهم بقطع الطرق الرئيسة في المدينة، من خلال إحراق إطارات السيارات، مطالبين الحكومة المحلية في ذي قار، وسلطات بغداد، بالاستجابة الفورية لمطالب ساحات الاحتجاج.
وانطلقت الجمعة احتجاجات واسعة في مختلف المحافظات، تضامنا مع دعوة وجهها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، لأنصاره، للتظاهر ضد الفساد والتواجد العسكري الأجنبي في البلاد.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت 502 قتيل وأكثر من 17 ألف جريح، معظمهم من المحتجين، وفق إحصاء للأناضول، استنادًا إلى مصادر حقوقية وطبية وأمنية.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي، على الاستقالة، في الأول من ديسمبر2019، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
ويطالب المتظاهرون، أيضاً، باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج وخاصة إيران يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.
أضف تعليقك