• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بقلم: عبدالرحمن شكري*

وها نحن نلهث خلف أثيوبيا وهي تأخذنا للعرين الأمريكي المخطط والمحرض الأصلي لمشروع السد منذ سنة 1964، والسودان في حيرة من أمره بين دولة المنبع وتصلبها ودولة المصب وتساهلها.

انهمكت أثيوبيا في بناء السد هاربة من أي التزام او وضوح بعد أن وقع السيسي لها علي بياض في 23/3/2015، مستهينا بكل المحظورات التي أبداها خبراء الشأن منصرفا عن التاريخ والجغرافيا والقانون، مستخفا بشعب يتحسس مأساته منكسرا بين القمع والخداع، والعالم من حولنا يعيش حياته ولا يأبه بمن غفل أو تغافل عن قوانين البقاء.

مأساة مصر، في انشغال مسؤوليها عن حقائق الأمور واللهث وراء السراب الذي أوصلنا إلي دائرة عجز الفريق المفاوض عن البوح بما يدور ،وكأنه سر لا يجوز أن نعرفه وينسي أن خلفه أرضا يزحف عليها الجفاف وبلادا يهاجمها العطش.

ما جدوي الانعزال عن السودان وتصدير الخلاف علي حلايب وشلاتين وملايين الأفدنة مهددة بالتصحر، وعلي متنها بلاد وقري تسكنها ملايين كثيرة قلقة علي لقمتها وزرعها وضرعها.

أي عاقل يرضي بالاتفاق علي نقل كهرباء سد النهضة علي الخطوط المصرية وشراء الزائد منها قبل الاتفاق علي أمان السد، وجريان حصتنا من المياه إلينا لنولد الكهرباء وليشرب الناس ويزرعوا ويشغلوا مصانعهم وليستمر النقل النهري والسياحي ولتنمو ثرواتنا السمكية والحيوانية. 

لماذا تحاط المحادثات والحوارات فضلا عن الاتفاقية والمستجد عليها بهذا الغموض والصمت طوال هذه السنوات عما يدور؟!

إلي أين نحن ذاهبون ولم يعد يفصلنا عن حجز أثيوبيا للمياه إلا عدة أشهر ؟! 

لماذا الاستمرار في هذا السيناريو الذي استفادت منه أثيوبيا وأوشكت أن تضيع به حقوق مصر التاريخية والقانونية ومستقبل أجيالها المقبلة؟!

لماذا الإصرار علي هذه الاتفاقية المشؤمة وهي التي أوصلتنا إلي حافة الهاوية وهيأت الظروف لسقوطنا وعجزنا؟!

لماذا الاستهتار بالمؤسسات الدولية والتعالي عليها وهي تضمن لنا الحقوق وتؤمن لنا المواثيق والانجرار خلف سراب زائف ووعود تأكد طيشها وقد تجعل مصر _ ولعياذ بالله أثرا بعد عين؟!

لماذا لا نقف الآن ونراجع أنفسنا ونتأمل المشهد ونصحح مسارنا فنأخذ بآراء الخبراء والعلماء؛ ومصر تملك منهم الكثير "وهم مستعدون لذلك" ونعيد تشكيل فريقنا المفاوض وفق رؤية جديدة ومسار جديد يخرجنا من المأزق ويحفظنا من السقوط في الهاوية ويحقق إنجازا يليق بمصر ويحقق أمنها المائي ويطمئن شعبها علي حاضره ومستقبله؟!

-----------
* نقيب الفلاحين السابق

أضف تعليقك