• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أراهن أنَّ حضرتك قد عرفتها بذكائك قبل أن أذكر لك اسمها، وفي العلاقة بين المسلمين والمسيحيين أركز على ثلاث نقاط. 

النقطة الأولى تتعلَّق بسيدتي مريم في القرآن الكريم، إنها فريدة من نوعها واستثنائية جدًّا، فلا توجد إنسانة من بنات حواء اهتمّ بها القرآن الكريم كما رأينا في سيدتي أم المسيح، إنها مذكورة في العديد من الآيات في كتاب الله وفي سور عدة، بل إن هناك سورة سُميت باسمها، اسمها سورة مريم في الجزء السادس عشر من القرآن، وهي سورة "مكية"، يعني نزلت في أوائل الدعوة وقبل هجرة سيدنا محمد- عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة، وفي سورة أخرى قدمها على أنها خير نساء العالمين، وضرب بها المثل في الإيمان. 

والنقطة الثانية أن هناك من يعتبر الأقباط أقلية في بلادي، بل هناك أصوات قبطية تُردد هذا الكلام! وهذا يدخل في دنيا العجائب، ومصر مختلفة عن غيرها؛ فالمسيحيون جزء أصيل من شعب مصر، وهم مع إخوانهم المسلمين يشكِّلون نسيجًا واحدًا، وعاشوا على هذه الأرض منذ عهود سحيقة. 

والنقطة الثالثة أركزُ فيها على مصدر التعصب والتطرف الموجود في بلادي بعيدًا عن الجماعات المتطرفة، وإذا أردت معرفته فانظر إلى المواطن العادي وعلاقته بغيره، فإذا رأيت مصريًّا مسلمًا وكل علاقته مع المسلمين، وليس عنده صداقات مع الأقباط، ولا يفكر في تقديم التهنئة لهم في أعيادهم، فاعلم أنه إنسان متعصب ولو بدا عليه غير ذلك، والعكس صحيح تمامًا مع المواطن القبطي المقطوع صلته بإخوانه المسلمين، أرى هذا وذاك قنبلة موقوتة.. أليس كذلك؟ 

أضف تعليقك