بقلم.. عيد المرزوقي
بعد خمسة أعوام من عمل آلاف الجنود والضباط في إزالة مدينة رفح وقراها الجنوبية والغربية مستخدمين مئات الجرافات في تجريف مئات الأفدنة الزراعية برفح بعد تفجير منازل وبنايات المدينة وقراها في مهمة عسكرية طويلة الأمد ولكنها ليست ضد الإرهاب بل كانت ضد تاريخ مدينة وسكان.
لم يعد في حاضرنا اليوم قائم سوى أرض خالية من كل شيء، ومع ذلك شرع نظام عبد الفتاح السيسي في بناء جدار مهول على الحدود مع قطاع غزة يجري العمل عليه بعدد كبير من المقاولين التابعين للجيش للانتهاء من بنائه وتسليمه حسب مصادر وشهود عيان تتابع العمل في المنطقة بعام 2020 حلم اسرائيل البناء او الجدار هو عبارة عن سور عال يتم تنفيذه على بعد 600 متر من معبر رفح ويصل طوله الى 12 مترا فوق الأرض و8 أمتار تحت الأرض وبسمك 120 سم بطول الحدود مع قطاع غزة التي تبلغ 14 كيلو مترا.
وتقول المصادر إن الجيش اشترط على المقاولين الانتهاء من بناء الجدار العالي في شهر أغسطس 2020 وبهذا يتحقق حلم راود إسرائيل تحقيقه عدة مرات ولكنها فشلت في ذلك ففي عام 1971 شرع شارون في تنفيذ تلك المنطقة العازلة في وقت كانت فيه سيناء محتلة ولهدف محدد هو فصل سيناء عن قطاع غزة ونفذ منه أجزاء ولكن لم ينجح وكذلك لم تكف إسرائيل عن مطالبة مصر بإنشاء تلك المنطقة العازلة خلال الأعوام الستة التي سبقت وصول السيسي للحكم .
وأخيرا أستطيع القول إن إسرائيل حققت حصارا كاملا لأول مرة في عهد عبد الفتاح السيسي من الجهات الأربع بشكل محكم على قطاع غزة ولعل الهدف الأهم من هذا الحصار بعيدا عن ما يتردد من روايات تخص الأمن القومي المصري والواقع هو الضغط الكامل والشامل على الفلسطينيين لتقديم تنازلات كبرى لصالح إسرائيل وما بزوغ نجم صفقة القرن والتلويح بها بقوة إلا بعد أن حقق السيسي حلم إسرائيل بسجن فلسطينيي قطاع غزة وإحكام الحصار عليهم دون أن يجدوا حلا آخر على حساب مدينة مصرية تاريخية وأكثر من 80 ألفا من مواطنيها جميعهم مهجرين ويعيشون مأساة إنسانية كبرى في شتات عظيم داخل محافظات الوطن حدود مصر.
وفي هذا السياق أُذكر القارئ بأن حدود مصر مع إسرائيل ومساحتها تصل الى 200 كيلومتر تقريبا مازالت بسلك شائك وحراسات متواضعة في حين حدودنا الصغيرة مع قطاع غزة كما رأيت في سياق المقال كثف الجيش حضوره بشأنها لتأمين مصالح إسرائيل بشكل لا خجل فيه، من أجل أن تعطيهم إسرائيل حماية مطلقه ليفعلوا بمصر وشعبها ومقدراتها ما يشاؤون نعم هذا هو الثمن لوصول السلطة وفعل ما يشاؤون في مقدرات وثروات الوطن بحماية إسرائيلية تنشط في العالم منذ اليوم الأول.
أضف تعليقك