نشر موقع إنتلجنس أونلاين الاستخباراتي، مقالا يتحدث فيه عن عودة دول الخليج إلى حصار قطر بعد فشل القمة الخليجية الأخيرة في الوصول إلى حل.
ويقول المقال إن فشل القمة الـ40 لمجلس التعاون الخليجي في إصلاح العلاقة بين قطر وجيرانها يؤشر بتجدد العداء بين الدوحة وأبوظبي على أقل تقدير. ورغم أن الرياض لا تزال تحاول تخفيف حدة موقفها، إلا أن الجلسة العامة للقمة استغرقت ساعة واحدة فقط، ولم يتضمن البيان الختامي أي شيء ذي مغزى.
ولم يحضر الأمير «تميم بن حمد» القمة، التي انعقدت في 10 ديسمبر، حيث بعث في اللحظة الأخيرة برئيس الوزراء «عبد الله بن ناصر آل ثاني» ممثلا عن الدوحة، الأمر الذي أظهر الطريق المسدود الذي وجدته أطراف الأزمة بعد محادثات تحضيرية سرية مطولة بين وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» والمبعوثين السعوديين.
ويضيف المقال أن القضية التي كانت الدوحة أقرب للتنازل عنها هي طلب أن تنأى بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين، لكن لم يتم إحراز أي تقدم بشأن النقاط الـ12 الأخرى التي طالبت بها الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة عند الإعلان عن الحصار في يونيو 2017.
ويشير إلى أن مما زاد الطين بلة، اجتماع أمير قطر مع الرئيس الإيراني «حسن روحاني» والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في القمة الإسلامية في كوالالمبور يوم 19 ديسمبر.
ويوضح الموقع أن تأثير الحصار حتى الآن دفع الدوحة إلى أحضان تركيا. وكانت الأخيرة نشرت نحو 3 آلاف جندي في الإمارة في بداية الأزمة. وبعد أن أظهرت الدعم للدوحة على مدار العامين الماضيين، تخطط تركيا لفتح قاعدة عسكرية ثانية في قطر في الأشهر القادمة.
وربطت تركيا وقطر أيضا أجهزة الاستخبارات والقوات المسلحة في البلدين ببعضها البعض، في وقت تواصل فيه كل من أنقرة وأبوظبي الاشتباكات في ليبيا من خلال وكلاء كل منهما.
ويورد المقال: بالعودة إلى الدوحة، تدور المناقشات أيضًا بين أفراد العائلة الحاكمة، وهي ليست موحدة كما هو متوقع. ففي حين أن والد «تميم»، ورئيس الوزراء السابق «حمد بن جاسم آل ثاني»، لا يريدون إعطاء شبرٍ واحدٍ من التنازل للسعوديين، فإن جيل الشباب حريص على إيجاد أرضية مشتركة وحل مشكلة خلافات قطر مع جيرانها. وهذا هو موقف شقيق الأمير «جوعان بن حمد آل ثاني» ووزير الخارجية «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني».
كما أثارت قمة مجلس التعاون الخليجي مصدرا جديدا للاحتكاك بين الرياض وأبوظبي، التي رفضت استضافة القمة رغم أن دورها قد حان.
ووفقا للوائح مجلس التعاون الخليجي، تنتقل مسؤولية استضافة التجمع من بلد إلى آخر حسب الترتيب الأبجدي. وكانت الرياض استضافت القمة الـ39 العام الماضي. ومع ذلك، تواصل أبوظبي رفض استضافة القمة لرفضها تطبيع علاقاتها مع قطر.
ويؤكد الموقع أنه منذ بداية الحصار، قامت الدوحة بعمل جيد في التعريف بالأزمة من خلال وسائل الإعلام بأن هذه الخطوة كانت غير فعالة اقتصاديا، وتمكنت جيدا من إدارة احتياطياتها الأجنبية. وفي هذه الأثناء، كانت قطر وأبوظبي مشغولتين في إلقاء اللوم على بعضهما البعض في عمليات التسريب وزعزعة الاستقرار، وكلها وفرت اختيارات غنية لمستشاري العلاقات العامة والاستخبارات والتأثير.
أضف تعليقك