بقلم: عز الدين الكومي
صحيفة “أبو لمونة” “اليوم السابع” الانقلابية، قالت إن مصادرها المطلعة كشفت لها أن منفذ تفجير معهد الأورام، شارك في اعتصامات رابعة العدوية، وانضم بعدها إلى طلائع حسم الإرهابية، ووالده كان عضوًا بالجماعة، وأن والدة الإرهابي كانت على علم بتفجير معهد الأورام، وأن معظم أفراد الخلية كانوا من نفس هذه القرية، وأن هناك 26 جماعة إرهابية خرجت من رحم اعتصامات رابعة العدوية، وبأسماء مختلفة، مثل لواء الثورة، وكتائب حلوان، وغيرهما، وأن الجماعات المتطرفة جماعات متشابكة ولها علاقة بتنظيم داعش، ومؤسس هذه الحركات والجماعات الإرهابية مثل حسم ولواء الثورة، كان القيادي الإخواني محمد كمال.
والسؤال: إذا كانت المصادر المطلعة لديها كل هذه الأخبار، فلماذا لم توقف عملية التفجير؟ أو كيف تمكن الإرهابى من اختراق كافة الحواجز الأمنية ثم وصل إلى هدفه في القاهرة؟
والطريف أنه بعد حادثة تفجير معهد الأورام بـ72 ساعة، ظهرت ثلاث وزيرات في حكومة الانقلاب في حفل المغنية الأمريكية “جنيفر لوبيز”، الذي أقيم في مدينة العلمين الجديدة بطريق الساحل الشمالي.
ونشرت إحدى الوزيرات، فى حسابها على موقع إنستجرام، صورة لها مع وزيرتى التضامن الاجتماعي، والتخطيط والإصلاح الإداري بملابس صيفية بيضاء.
وكالعادة في مثل هذه الحوادث، يكون التخبط في تصريحات داخلية الانقلاب هو سيد الموقف، بما لا يدع مجالا للشك من تورط هذه العصابة في تدبير التفجير، ثم تقوم بتصفية عدد من المختفين قسريا، بزعم تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة، أو إذاعة اعترافات منفذ التفجير، التى غالبا ما تُنزع منه تحت التهديد والتعذيب، فقد قال مسئول في داخلية الانقلاب فى البداية: إن الحادث بسبب انفجار أنبوبة أكسجين، ثم تلا هذا التصريح تصريح آخر بأنه بسبب تصادم عدد من السيارات، وأخيرا الزعم بأن السيارة التى كانت تسير في اتجاه مخالف كانت مفخخة.
الشعب سئم من هذه الأكاذيب، فتصريحات داخلية الانقلاب المتضاربة، وفشلها في تحقيق الأمن، اضطرها لاختلاق قصة مفبركة، بأن السيارة كانت مُعدّة للانفجار في مكان آخر، لكنها لم تذكر أين المكان الآخر، فتطوعت قناة “العبرية” أقصد “العربية” السعودية أن تقول إن الموقع المستهدف هو مديرية أمن الجيزة.
ومع ذلك قالت الداخلية في بيانها، يومذاك: “وجار استكمال عمليات البحث والتحري……” على الرغم من أنها أعلنت عن تعرفها على الجناة وأنهم من “حركة حسم”.
وقد نفت حركة “حسم”- في بيان لها- مسئوليتها عن انفجار “معهد الأورام” بالمنيل، وقالت: “إن نهجها صيانة دماء المصريين وتجنب استهداف المدنيين”.
وهو ما يؤكد حرص داخلية الانقلاب على إخفاء الحقيقة، واختلاق روابط سببية وتنظيمية غير منطقية بين مجموعات تم إلقاء القبض عليها أو تصفيتها، وبين عمليات التفجير.
ثم أعلنت داخلية الانقلاب عن تصفية 17 شابا بزعم أنهم خلايا عنقودية تابعة لحركة “حسم”، ومسئولة عن حادث تفجير السيارة المفخخة أمام معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة.
وقالت في بيان لها: “عقب إجراءات الفحص والتحرى وكذا جمع المعلومات وتحليلها بمعرفة قطاع الأمن الوطنى عن تحديد منفذ الحادث، حيث تبين أنه عضو حركة حسم التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي “عبد الرحمن خالد محمود عبد الرحمن”، والهارب من أمر ضبط وإحضار على ذمة إحدى القضايا الإرهابية لعام 2018 والمعروفة بطلائع حسم.
ولماذا الربط بين حسم وجماعة الإخوان المسلمين؟ مع العلم أن الجماعة ليس لديها أجنحة عسكرية كما تزعم داخلية الانقلاب، وقد قال مرشد الجماعة “سلميتنا أقوى من الرصاص”، ردا على من يحاولون إلصاق التهم جزافا بالجماعة.
نفس قضية حادث كنيسة القديسين، المتورط فيها وزير داخلية المخلوع مبارك، “حبيب العادلى”، وأن هناك أشلاء لأشخاص يشبهون الأفغان والباكستانيين!.
وكانت “وكالة رويترز”، قد علقت على تصرفات داخلية الانقلاب بقولها: “إن قوات الأمن المصرية “تقتل مئات المشتبه بهم في اشتباكات مشكوك فيها”، وأنَّها أعدمت 465 خلال 40 شهرًا في اشتباكات مشكوك فيها. ونقلت رويترز عن أقارب 11 من الضحايا، نفيهم لروايات الداخلية، بل أكدوا أنهم “كانوا بيد داخلية الانقلاب ومعتقلين من منازلهم أو من الشارع ومختفين قسريا”.
ثم يأتى دور الإعلام الانقلابى في تزييف الحقائق وتضليل الرأى العام، والتستر على فشل النظام الانقلابى بصرف أنظار الشعب إلى قضايا تافهة. فتخرج عناوين الصحف وبرامج الفضائيات، التى تديرها أجهزة المخابرات تقريبا بنفس العناوين، التى تم توزيعها وإملاؤها على صبيان المعلم عباس “ترامادول” مدير المخابرات!.
وقد أثار غياب الإعلام الرسمى عن تغطية حادثة تفجير معهد الأورام، استغراب كثير من المتابعين للشأن المصرى، لكنها الحقيقة، في أن الإعلام لا يمكنه أن يتناول هذه الحادثة، إلا بعد تلقيه إملاءات عباس “ترامادول”!.
وبعدما صدرت التعليمات للإعلام الانقلابى، قام على الفور بنشر بيان داخلية الانقلاب، عن حادث تصادم بين 3 سيارات وسيارة تسير في اتجاه معاكس، مع إبراز تصريحات قائد الانقلاب: إنه “حادث إرهابي جبان”، وأن “السيارة المتسببة في الحادث كان بها كمية من المتفجرات”.
وذكر بيان داخلية الانقلاب أنه “انتقلت الأجهزة المعنية وقامت بإجراء الفحص والتحري وجمع المعلومات، حيث توصلت إلى تحديد السيارة المتسببة فى الحادث وتحديد خط سيرها، حيث تبيّن أنها إحدى السيارات المبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، كما أشار الفحص الفني إلى أن السيارة كانت بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها”.
والسؤال لـ”أبو50%”: كيف تكون سيارة مسروقة وتحمل متفجرات وقادمة من المنوفية، ولم يوقفها كمين واحد وهى تتنقل بسلاسة بين عدة محافظات؟
والسؤال الآخر لأراجوزات الإعلام: إلى متى تزيفون وعي الشعب وإلهائه عن أزماته الحقيقية بإشغلات تافهة لا تقدم ولا تؤخر؟!.
أضف تعليقك