كشف صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيوني، اليوم السبت، عن مصادر عسكرية صهيونية قولها إنه في الوقت الذي تبدي حركة حماس اهتماما بالتهدئة فإن "الجهاد الإسلامي" معنية بالتصعيد وسط دعوات من قيادات في المعارضة الإسرائيلية لاستئناف سياسة الاغتيالات ضد قيادات المقاومة في قطاع غزة.
وزعمت مصادر عسكرية صهيونية في حديث للموقع" أن حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية على مستوطنة سديروت في وقت تسببت الغارات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فجر اليوم في استشهاد شاب فلسطيني فضلاً عن إصابة اثنين آخرين.
ونقل المعلق العسكري للصحيفة رون بن يشايعن المصادر زعمها إن قيادات عسكرية داخل الجهاد تبدي حماسة واضحو للتصعيد ضد إسرائيل.
وقال إن ممثلي المخابرات المصرية يحاولون إقناع هذه القيادات بعدم الإقدام على خطوات يمكن أن تفضي إلى مواجهة شاملة مع المقاومة في غزة.
وحسب بن يشاي، فإن إسرائيل تواجه معضلة كبيرة تتمثل في أنها في حال قامت بالعمل بشكل مكثف ضد حركة حماس من أجل إجبارها على وقف عمليات الجهاد الإسلامي فأن هذا قد يفضي إلى مواجهة شاملة.
ولفت إلى أن ما يزيد الأمر خطورة حقيقة أن الجهاد تملك ترسانة صواريخ كبيرة، بعضها ذات دقة إصابة أكبر من الصواريخ التي عادة ما تطلق من القطاع، مشيرا إلى أن مدى بعض هذه الصواريخ يصل إلى أبعد من مدينة "الخضيرة" الواقعة إلى الشمال من تل أبيب.
وأشار إلى أن إسرائيل تخشى في المقابل من أنه في حال لم تقدم بعمل عسكري، فإن هذا سيغري الجهاد بمواصلة عمليات إطلاق الصواريخ بحيث تضطر تل أبيب في النهاية إلى شن حرب شاملة.
من ناحيته كتب المعلق العسكري في قناة التلفزة "13" ألون بن دافيد على حسابه على تويتر اليوم إن الخشية من انفجار الجبهة الشمالية في ظل تقدير الأوساط العسكرية الإسرائيلى بأن إيران يمكن أن تقدم على استهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ يقلص من دافعية إسرائيل لشن عمل عسكري كبير في غزة.
من ناحيته حمل وزير الأمن الصهيوني السابق أفيغدور ليبرمان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية في جنوب تل أبيب.
وكتب ليبرمان على حسابه على الفيسبوك صباح اليوم أن سقوط الصواريخ على مستوطنة "سديروت" يعد :" نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة في الإستسلام للمنظمات في غزة، حيث أصبحت أعمال الشغب ضمن مسيرات العودة على السياج أمر معتاد، حتى وسائل الإعلام لا تغطي ذلك"، على حد زعمه.
وسخر ليبرمان من نتنياهو قائلا إن رده على التصعيد سيتمثل في تمرير المزيد من المساعدات المالية لحركة حماس، محذرا من أن تآكل قوة الردع في الجنوب سيشجع أعداء إسرائيل في الشمال وإيران.
من ناحيته دعا يئير لبيد، الرجل الثاني في قيادة حزب "أزرق أبيض" المعارض، الذي يقوده بني غانتس إلى استئناف عمليات الاغتيال ضد قيادات حماس والجهاد الإسلامي بهدف إجبار الحركتين على وقف إطلاق الصواريخ.
وكتب لبيد على حسابه على الفيسبوك: "يجب الرد بقوة ودون تردد على إطلاق الصواريخ من غزة، ليعلم قادة حماس والجهاد أنهم سيدفعون حياتهم ثمنا لأي هجوم، يجب أن نرد على الإرهاب بقوة، وليس بـحقائب بالدولار"، على حد تعبيره.
وأضاف أن ما أسماها بـ "سياسة التصالح والهدوء التي انتهجها نتنياهو مفلسة، وعلى الجيش الإسرائيلي توسيع آليات الرد، بما يشمل العودة إلى سياسة الاغتيالات".
من جهتهما، حمّلت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، السبت، إسرائيل المسؤولية عن تداعيات التصعيد الأخير على قطاع غزة، واصفتان إياه بالخطير.
جاء ذلك في بيانيْن منفصليْن، صدرا عن الحركتيْن، ووصل وكالة "الأناضول" نسخا عنهما.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قالت في بيانها:" :"استهداف الاحتلال الإسرائيلي مواقع المقاومة وأهلنا في غزة، تصعيد خطير بحق المدنيين الأبرياء، يتحمل العدو الصهيوني تبعاته وتداعياته".
وأضاف المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن حجم "الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت العديد من مواقع المقاومة يعكس نواياه المسبقة بالتدمير والتخريب".
واستكمل قائلاً:" إن قتل الأبرياء وتفجير الأوضاع مع المقاومة الباسلة لن يرتد إلا في وجه الاحتلال".
وأكد أن المقاومة بغزة لن تسمح "باستباحة الدم الفلسطيني، أو أن تكون غزة ساحة لتصدير أزمات الاحتلال الداخلية".
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها، إن "رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو)، يسعى للتغطية على فشله وفساده بالتصعيد العدواني ضد قطاع غزة، واستهداف المواقع والمنشآت وإيقاع الخسائر في صفوف المدنيين".
وأكدت الحركة "على استمرار النضال المشروع في وجه الاحتلال المجرم".وتابعت:" نشدد على ثبات الشعب الفلسطيني ووحدته في التصدي للعدوان ومواجهة كل المؤامرات التي تستهدف تصفية قضيته".
أضف تعليقك