يبدو أن المقاول المصري محمد علي عازم على قيادة حراك ثوري ضد الجنرال القاتل، عبد الفتاح السيسي، حيث خرج اليوم الإثنين في فيديو عبر صفحته بفيس بوك، وهو يهاجم السيسي، ويعلن أنه لن يتركه إلا بالرحيل، ليدشن بعدها هاشتاج وصل حتى كتابة هذه السطور لـ800 ألف تغريدة على تويتر، وهو هاشتاج #كفاية_بقى_يا_سيسي، ليتصدر التريند داخل مصر وخارجها.
محمد علي نجح في كشف فساد الجيش، وكذب ادعاءت السيسي بأنه رجل شريف "أووي" ومخلص، بحسب تعبيره في المؤتمر الأخير، باعترافه صراحة نهب المال العام وبناء قصور في الوقت الذي يعاني الشعب من الجوع والحرمان.
واتهم مقاول تعاون مع الجيش على مدى سنوات الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات بالجيش بإهدار المال العام عبر الإنفاق على مشروعات تستهدف مصالح وأغراضا شخصية ودون دراسة أو جدوى اقتصادية.
السيسي يعترف
لم يستطع قائد الانقلاب العسكري الرد على المقاول محمد علي، حيث كشف في مؤتمر الشباب الذي عقده السبت الماضي، عن وجود معلومات صحيحة فيما تم تداوله عبر السوشيال ميديا، ليخرج المصريون بعدها ودشنوا هاشتاجا #السيسي_كذاب، بعد التصريحات التي أدلهاعبد الفتاح السيسي بمؤتمر الشباب، والتي كان أغلبها ردًا على اتهامات الفنان محمد علي صاحب شركة المقاولات بقضايا فساد في الجيش المصري.
السيسي اعتبر ان اتهامات علي "كذب وافتراء يهدف لزعزعة الثقة في الجيش وفي شخص الرئيس". لكنه اعترف بصحة ما قيل بشأن بناء قصور وفيلات واستراحات، قائلاً: "أنا أبني هذه القصور فعلا وسأبني قصورا جديدة.. أنا أبنيها لمصر وليس لنفسي".
ورد محمد علي في فيديو بعد المؤتمر على ادعاءات الجينرال عبد الفتاح السيسي، حيث أعلن نيته الكشف عن مزيد من قضايا الفساد التي نفذها ضباط الجيش خلال الفترة الماضية برعاية السيسي.
وغرد أكثر من 10 آلاف شخص في الهاشتاج، للتعبير عن عدم تصديقهم للتصريحات، معلنين التضامن مع محمد علي في حملته على الرئيس المصري.
الخروج في ثورة
وأعلن محمد علي عن استعداده للنزول إلى الشوارع ضد حكم السيسي، وذلك يوم الجمعة المقبلة، للمطالبة برحيل النظام، وللتأكيد على محاكمة السيسي وأعوانه وكل من شارك في إذلال المصريين طوال السنوات الماضية، كما أعلن عن وجود تضامن واسع من ضباط الشرطة والجيش مع تحركاته ضد عبد الفتاح السيسي.
وتضامن مئات الآلأف من المصريين مع دعوة محمد علي للنزول إلى الشارع يوم الجمعة المقبلة في جميع شوارع مصر؛ للتخلص من السيسي المجرم، وذلك عبر هاشتاج كفاية عليك بقى يا سيسي، والذي وصل للمرتبة الأولى عالميا، حيث دعا المصريين كلا الشباب من جميع الفئات للنزول إلى الشوارع والميادين يوم الجمعة المقبلة؛ للوقوف في وجه النظام الذي ساعد على إفقار المصريين خلال السنوات الماضية.
بداية القصة
وكان محمد على وجه محمد علي اتهامات قاسية إلى السيسي وزوجته انتصار، فضلا عن وزير النقل الحالي اللواء كامل الوزير، وقيادات عسكرية أخرى، بينها اللواء عصام الخولي مدير إدارة المشروعات بالهيئة، واللواء محمد البحيري، والعميد ياسر حمزة، والمقدم محمد طلعت.
جاء ذلك عبر فيديو على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من مقر إقامته في مدينة برشلونة الإسبانية، حيث اضطر للهجرة من مصر بسبب ما قال إنه خوف من البطش به وبأولاده، حسب تعبيره.
ولتأكيد مصداقيته، أوضح علي أنه يتعاون مع الجيش المصري في تنفيذ المشروعات الإنشائية منذ 15 عاما، وهو من قام ببناء منزل السيسي عندما كان وزيرا للدفاع، مؤكدا أن سمعته ممتازة لدى السلطات المصرية "فأي متعاون مع الجيش لا بد أن يعتمده الأمن الوطني والمخابرات الحربية، وإذا قام مثلي بالعمل مع رئاسة الجمهورية فلا بد أن يتم اعتماده هناك أيضا".
ورغم أن محمد علي واصل الكتابة على صفحته الشخصية في الاتجاه نفسه، فإنه حذف التغريدة الرئيسية التي تتضمن الفيديو، لكنه كان انتشر على وسائط أخرى، وبينها يوتيوب.
وأوضح أن قصته بدأت عندما كلفته الهيئة الهندسية بالبدء فورا في حفر أساسات فندق ضحم تابع للمخابرات الحربية في منطقة الشويفات بالتجمع الخامس، وعندما سأل عن أسباب الاستعجال دون وجود دراسات جدوى لمشروع يتكلف نحو 2 مليار جنيه؛ أخبره القادة أن الرئيس لا بد أن يرى العمل بدأ بالفعل، مشيرا إلى أن المنطقة ليست سياحية لتستوعب الفندق الجديد، فضلا عن وجود فنادق أخرى قريبة.
وقال إن الأمر يعود إلى لواء من المخابرات الحربية يدعى شريف صلاح، وهو صديق مقرب للسيسي ويريد بناء الفندق على أرض تقع أمام منزله.
وأوضح أن الهيئة الهندسية كلفته بالمشروع بالأمر المباشر وليس عبر مناقصة تشارك فيها شركات عدة، وهو ما اعتبره بداية الفساد الحقيقي، مشيرا إلى أن التكلفة تأتي عبر قروض بنكية باسم المقاول لكن بضمان الجيش، وهو ما ورط الكثير من المقاولين مع البنوك الحكومية والخاصة.
ولفت إلى أنه وقع ضحية الخلافات بين المخابرات الحربية مالكة المشروع والهيئة الهندسية الجهة المشرفة على التنفيذ، وأن اللواء شريف قرر في النهاية إيقاف المشروع لحين استكمال دراسات الجدوى والتصميمات الجديدة التي استغرقت سنة، لكن الهيئة الهندسية أجبرت المقاول على عدم سحب العمال من الموقع، مضيفا "وعندما أخبرتهم أن ذلك يتسبب في خسائر باهظة، قالوا هل تريد أن يعلم الرئيس أن المشروع متوقف".
أضف تعليقك